سباق جديد في عالم الهواتف.. بطاريات بسعة 10,000mAh تلوح في الأفق عام 2026

تتجه صناعة الهواتف الذكية نحو نقلة تقنية محتملة في عام 2026، بعد أن أظهرت تسريبات حديثة من الصين أن بعض الشركات تستعد لإطلاق هواتف ذكية من الفئة المتوسطة مزودة ببطاريات ضخمة تتجاوز حاجز 10,000mAh، وهي خطوة لم تقدم عليها حتى الآن أي من الشركات الكبرى مثل سامسونج أو آبل. 

ويبدو أن الشركات الصينية تتحرك بوتيرة أسرع، مستفيدة من تقنيات جديدة تتيح زيادة السعة دون التضحية بالحجم أو التصميم.

ريادة صينية

شهد عام 2024 بروز شركة Honor كلاعب رئيسي في مجال البطاريات الكبيرة، بعد أن قدمت هاتف Honor X70 ببطارية سعتها 8,300mAh دون أن تتجاوز سماكته 7.76 ملم، وهو ما اعتُبر وقتها إنجازًا في التصميم والكفاءة، ولم يكن هذا الجهاز الأول، إذ سبقته الشركة بإطلاق Honor Power ببطارية سعتها 8,000mAh.

واستمر السباق، حيث أكدت مصادر متعددة أن شركات مثل Xiaomi وOnePlus وiQOO تعمل على تطوير هواتف رائدة بسعات بطاريات تصل إلى 7,000mAh وقد يتم الكشف عنها قبل نهاية عام 2025، مما يشير إلى تسارع واضح في سباق الطاقة داخل القطاع.

وفي 19 يوليو 2025، كشف المسرب الشهير Digital Chat Station عبر Weibo أن أحد هواتف الفئة المتوسطة، الذي لم يُكشف عن اسمه حتى الآن، سيأتي في النصف الأول من عام 2026 ببطارية 10,000mAh، وهو ما يمثل رقمًا غير مسبوق على مستوى القطاع بأكمله.

تقنيات حديثة

الوصول إلى هذه السعات الكبيرة لم يتم بشكل عشوائي، بل يعتمد على تقنيات بطاريات متقدمة مثل بطاريات السيليكون-كربون، التي تتيح تخزين طاقة أكبر ضمن نفس الأبعاد، كما ساهمت الابتكارات في تصميم اللوحات الإلكترونية الداخلية للهواتف (PCB)، التي أصبحت أصغر وأكثر كفاءة، مما يتيح توفير مساحة إضافية لتوسيع حجم البطارية دون التأثير على شكل الجهاز.

وقد بدأت شركات مثل OnePlus في الاستفادة من هذه التقنيات، حيث يتوقع أن يضم هاتف OnePlus 13T لوحة مدمجة تسمح بإدراج بطارية أكبر ضمن جسم الهاتف نفسه، مع الحفاظ على التصميم النحيف والسُمك المقبول.

غياب الأسماء الكبيرة

رغم هذه الطفرات في السوق الصيني، ما زالت الشركات العالمية مثل سامسونج وآبل وجوجل محافظة على سعة بطاريات ثابتة دون أي زيادات ملموسة. 

وتشير التسريبات إلى أن هاتف Galaxy S26 Ultra، المتوقع صدوره في عام 2026، سيبقي على سعة 5,000mAh دون أي تغيير عن الإصدارات السابقة، وهو ما أثار تساؤلات حول استعداد هذه الشركات لمواكبة المنافسة في سوق الطاقة.

كما لم تُبدِ آبل حتى الآن أي مؤشرات على نيتها لزيادة سعة البطاريات في سلسلة iPhone، التي لا تزال تعتمد على تحسين البرمجيات وكفاءة الشرائح بدلاً من زيادة الحجم الفعلي للبطارية، وهو نهج قد لا يصمد طويلًا إذا ما أصبحت البطاريات ذات السعة الضخمة هي المعيار الجديد للمستخدمين.

ماذا بعد 10,000mAh؟

إذا صدقت التسريبات، فإن أول هاتف ببطارية من خمسة أرقام سيغير قواعد اللعبة كليًا، وسيمنح المستخدمين القدرة على استخدام هواتفهم لأيام دون الحاجة إلى شحن متكرر. 

ومع هذه القفزة، قد نشهد إعادة تعريف لعمر البطارية، وتغييرًا في توقعات المستخدمين فيما يخص أداء أجهزتهم.