واتساب يخطو نحو الإعلانات المدفوعة عبر الحالات والقنوات

بدأ تطبيق واتساب باختبار مزايا جديدة على نسخة أندرويد التجريبية تهدف إلى تمكين الحسابات التجارية وصناع المحتوى من الوصول إلى جماهير أوسع عبر أدوات إعلانية مدفوعة داخل التطبيق، وتشمل هذه الأدوات ميزة الحالات الممولة وميزة القنوات المروجة، وقد جاءت هذه الخطوة بعد إعلان شركة ميتا الرسمي عنها في 17 يونيو الماضي، فيما بدأت مرحلة التجربة العملية من خلال إصدار 2.25.21.11 لبعض المستخدمين.

وتحمل هذه التحديثات دلالات على تحوّل واتساب من مجرد منصة مراسلة خاصة إلى أداة تسويق رقمي متقدمة، مع الحفاظ على حماية خصوصية المستخدمين وضمان تشفير المحادثات.

الحالات الممولة

أصبحت ميزة "Status Ads" متاحة لبعض الحسابات التجارية ضمن النسخة التجريبية، حيث تتيح هذه الميزة عرض محتوى إعلاني مدفوع ضمن تبويب "الحالة"، وتظهر هذه الإعلانات بين تحديثات الحالة التي يشاركها الأصدقاء وجهات الاتصال، ويتم تمييز الإعلانات بعلامة واضحة تشير إلى أنها "محتوى مدعوم" أو "ممول"، بهدف الشفافية الكاملة مع المستخدمين.

ويسمح واتساب للمستخدمين بحظر الإعلانات من حسابات محددة إذا لم يرغبوا في رؤية محتواها مستقبلا، وهو ما يعزز تحكم المستخدم في التجربة الإعلانية ويمنع التكرار المزعج.

القنوات المروجة

الميزة الثانية "Promoted Channels" تستهدف القنوات العامة على واتساب، وهي إحدى الميزات التي أُطلقت مؤخرا وتتيح للمستخدمين متابعة محتوى من جهات مختلفة دون تبادل الرسائل، وتساعد هذه الميزة الجديدة الحسابات التجارية أو صناع المحتوى على الترويج لقنواتهم من خلال إبرازها في نتائج البحث ودليل القنوات داخل التطبيق.

ويتم تصنيف القنوات المروجة بوضع شارة "مروجة" بجانب اسم القناة، ما يمنحها مكانة بارزة ويزيد من احتمالية وصولها إلى متابعين جدد، كما تُمنَح هذه القنوات إمكانية تخصيص المحتوى الإعلاني بشكل يتماشى مع الجمهور المستهدف.

ورغم إدخال هذه الأدوات الإعلانية، أكد موقع WABetainfo أن التحديثات لا تؤثر على خصوصية المستخدم أو التشفير الطرفي للمحادثات، إذ تركز فقط على الحسابات العامة والتجارية، دون الوصول إلى البيانات الشخصية أو الرسائل المشفرة.

أدوات إضافية

بالتوازي مع اختبار الأدوات الإعلانية، يعمل واتساب أيضا على تطوير ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بإدارة حسابين مختلفين ضمن نفس التطبيق، وذلك دون الحاجة إلى أجهزة متعددة أو تطبيقات خارجية، وهي ميزة كانت منتظرة من قبل عدد كبير من المستخدمين خصوصا من فئة أصحاب الأعمال الحرة والمستخدمين الذين يجمعون بين الحياة المهنية والشخصية على منصة واحدة.

وتشير المعلومات إلى أن هذه الميزة قد تصبح متاحة قريبا لمستخدمي نظام iOS، حيث يواجه مستخدمو آيفون حاليا قيودا في استخدام أكثر من حساب على التطبيق، في حين يستفيد مستخدمو أندرويد من خيارات مرنة منذ فترة.

وتُعد هذه التحديثات خطوة استراتيجية من شركة ميتا لتوسيع نطاق استخدام واتساب خارج حدود التواصل التقليدي، وفتح المجال أمام تحقيق عوائد مالية مباشرة عبر المنصة، في ظل المنافسة المتزايدة مع تطبيقات الرسائل الأخرى مثل تيليغرام وماسنجر.

وتعكس هذه الخطوات أيضا توجها نحو دعم صناع المحتوى والعلامات التجارية التي باتت تبحث عن قنوات بديلة للوصول إلى الجمهور في بيئات أكثر خصوصية ومباشرة.

وتُظهر هذه التحركات الأخيرة كيف يسعى واتساب إلى الحفاظ على توازنه بين تطوير أدواته التجارية والإبقاء على تجربته البسيطة والخاصة التي جعلته التطبيق الأكثر استخداما في العالم.