أبل تستعد لخريف تقني ساخن بثلاثة أجهزة مفاجئة

تتهيأ شركة أبل الأميركية لموسم خريف 2025 بحزمة واسعة من الإعلانات التي ينتظرها الملايين حول العالم، وفيما تؤكد التسريبات أن الشركة ستكشف عن أكثر من 15 منتجًا جديدًا دفعة واحدة، فإن الأضواء تتجه نحو ثلاثة أجهزة على وجه الخصوص، لما تحمله من تغييرات جوهرية وعودات غير متوقعة قد تعيد رسم توجهات أبل في مجالات متعددة. 

ومن المتوقع أن يكون المؤتمر المقرر عقده في شهر سبتمبر المقبل واحدًا من أكثر مؤتمرات أبل إثارة منذ سنوات.

تصميم ثوري

آيفون 17 إير.. هو الاسم الذي تردد كثيرًا خلال الأسابيع الماضية في دوائر المهتمين بالتقنية، ويبدو أن هذا الطراز الجديد سيشكل تحوّلًا حقيقيًا في نهج أبل التصميمي لهواتفها، فالهاتف الجديد، الذي سيحل محل النسخة "Plus"، سيكون أنحف إصدار أنتجته الشركة على الإطلاق، في محاولة لإعادة إحياء روح التصميم الأنيق والمستقبلي الذي اشتهر به المصمم السابق "جوني إيف"، والذي لطالما حلم بهاتف لا يختلف عن قطعة زجاجية متكاملة.

ولا تكمن أهمية الهاتف في شكله فحسب، بل في الرسالة التي يبعث بها إلى سوق الهواتف الذكية الذي بات يعاني من التشابه وتكرار الأفكار، إذ تعوّل أبل على "آيفون 17 إير" ليكون علامة فارقة في مسار أجهزتها، غير أن هذه الخطوة قد تحمل بعض التحديات، إذ إن النحافة المفرطة قد تضطر أبل لتقليص حجم البطارية أو التنازل عن بعض إمكانات الكاميرا، وهو ما قد يثير انتقادات من المستخدمين الذين يفضلون الأداء على حساب المظهر. 

ومع ذلك، فإن التصميم الجديد يعد مغامرة محسوبة قد تعيد الحيوية إلى سلسلة آيفون التي لم تشهد تحديثات جذرية منذ إصدار "آيفون X" في 2017.

تتبع مطوّر

أما ثاني المفاجآت، فتتمثل في جهاز AirTag 2، وهو الجيل الثاني المنتظر منذ عام 2021 دون أي تحديث، رغم نجاح الجيل الأول في سوق أدوات التتبع. 

وتشير التسريبات إلى أن الإصدار الجديد سيحمل تحسينات كبيرة على مستوى الاتصال ودقة التحديد، إذ يتوقع أن يحتوي على شريحة "Ultra Wideband" متقدمة مشابهة لتلك التي ظهرت في "آيفون 15"، ما يزيد من سرعة التتبع ويمنح الجهاز قدرة أكبر على العمل في المساحات الواسعة والمزدحمة.

كما يتوقع أن تضيف أبل إجراءات حماية متقدمة على الجهاز الجديد لمنع تعطيله أو فصله بسهولة، وذلك استجابة لمخاوف تتعلق بالخصوصية وسوء استخدام الأداة في بعض الحالات، وهو ما قد يجعل AirTag 2 أكثر موثوقية للأفراد والعائلات على حد سواء.

منصة ترفيه

العودة الأبرز في هذا الموسم قد تكون من نصيب جهاز Apple TV 4K، الذي مرّت عليه عدة أعوام من دون تحديث رئيسي، رغم الشعبية المتزايدة لخدمات البث الرقمي. 

ووفقًا للمعلومات المسربة، فإن الإصدار الجديد من الجهاز قد يكون أكثر من مجرد منصة عرض للمحتوى، إذ من المتوقع أن يحتوي على معالج A18 الجديد، إلى جانب دعم مزايا الذكاء الاصطناعي التي بدأت أبل في التوسع بها.

ويتوقع أيضًا أن يشهد الجهاز لأول مرة إدماج كاميرا داخلية، ما يفتح الباب أمام استخدامات جديدة مثل مكالمات الفيديو عبر التلفاز أو تطبيقات التواصل الاجتماعي، ما يجعله منصة ترفيه وتواصل متكاملة داخل المنزل، وإذا ما صحت هذه التوقعات، فسيكون Apple TV الجديد أول محاولة حقيقية من أبل لتحويل جهاز البث المنزلي إلى عنصر ذكي وفعال في منظومة المنزل الرقمي.

تحوّل إستراتيجي

تكشف هذه المنتجات الثلاثة عن إستراتيجية أبل الجديدة في تنويع خطوطها وتحديث المفاهيم الراسخة حول أجهزتها، إذ تحاول الشركة دمج التصميم العصري مع الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاتصال لتقديم تجربة أكثر تكاملًا وابتكارًا. 

ويبدو أن أبل تستعد لمرحلة جديدة من المنافسة، ليست فقط من خلال تحديث المواصفات، بل من خلال إعادة تعريف بعض المنتجات التي طالما اعتُبرت ثانوية، مثل AirTag وApple TV، وإدخالها في قلب المشهد التقني.

وإذا ما سارت الأمور كما تشير التسريبات، فإن مؤتمر أبل في سبتمبر 2025 قد يكون نقطة تحول حقيقية تعكس طموح الشركة في الحفاظ على ريادتها وسط سوق لا يرحم من لا يبتكر.