ميزة جديدة من جوجل تُمكّن مستخدمي ماك من التفاعل الصوتي مع ChatGPT

أعلنت شركة جوجل عن إطلاق ميزة الإملاء الصوتي لتطبيق ChatGPT على أجهزة ماك، لتمنح المستخدمين تجربة أكثر سهولة وسرعة في استخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الكتابة التقليدية. 

وتُمثل هذه الإضافة نقلة نوعية في عالم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلي، حيث تتيح إمكانية تحويل الكلام إلى نص لحظيًا، بما يسهم في تحسين الإنتاجية، لا سيما في البيئات الاحترافية والمواقف التي تتطلب سرعة في تدوين المعلومات أو توليد الأفكار.

الميزة الجديدة تمثل ثمرة تعاون بين تقنيات جوجل في معالجة اللغة الطبيعية والقدرات المتقدمة التي يتمتع بها تطبيق ChatGPT، وتفتح الباب أمام المستخدمين لإعادة تشكيل الطريقة التي يتعاملون بها مع المساعدات الذكية، سواء في المكاتب، أو في أثناء التنقل، أو حتى في المنزل، إذ لم تعد الكتابة اليدوية شرطًا أساسيًا للتواصل مع الذكاء الاصطناعي.

إنتاجية مضاعفة

توفر ميزة الإملاء الصوتي خيارات واسعة للمستخدمين الذين يبحثون عن الكفاءة وتوفير الوقت، حيث يمكن لمستخدمي ماك استخدام أصواتهم لصياغة تقارير الاجتماعات، أو إرسال رسائل بريد إلكتروني احترافية، أو حتى إنشاء مهام ومخططات مشاريع مباشرة، وذلك من دون الحاجة إلى التبديل بين التطبيقات أو الانشغال بالكتابة الدقيقة. 

وتُعد هذه القدرات مثالية لرواد الأعمال، والموظفين في البيئات سريعة الإيقاع، بالإضافة إلى المستخدمين العاديين الذين يرغبون في تدوين أفكارهم بسرعة أثناء العمل أو التعلُّم.

ولا تقتصر فائدة الميزة على الكتابة فقط، بل تمتد إلى إنشاء محتوى صوتي مخصص، يمكن تحليله وتعديله، وإعادة توظيفه بحسب الحاجة، ما يعزز مرونة الأداء ويُقلل من الهدر الزمني المصاحب للعمل التقليدي.

ذكاء برمجي

ولم تكتف جوجل بإضافة ميزة التحويل الصوتي فقط، بل دمجت هذه التقنية مع قدرات ChatGPT التوليدية المتقدمة، حيث يمكن للمستخدم توجيه أوامر صوتية متعلقة بالبرمجة، ليقوم التطبيق بترجمتها إلى أكواد واضحة، بما يشمل تعليمات معقدة ومتعددة المراحل. 

وتستفيد هذه الميزة من قدرة ChatGPT على فهم السياق العام للمحادثة، إذ يستطيع الرجوع إلى سلاسل محادثات سابقة أو ملاحظات ضمن لوحة المشروع، ما يُمكّنه من تقديم اقتراحات ذكية أو توصيات تستند إلى معلومات سابقة أدلى بها المستخدم، وهو ما يُضفي على تجربة الاستخدام طابعًا شخصيًا ومتقدمًا للغاية.

وتُبرز هذه النقطة حجم التطور الذي تشهده تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قدرتها على الدمج بين المهارات التفاعلية والصوتية والبرمجية ضمن إطار واحد متكامل.

تفعيل سهل

وللاستفادة من الميزة الجديدة، توضح جوجل خطوات التفعيل ببساطة ووضوح، حيث يجب أولًا فتح تطبيق ChatGPT على أجهزة ماك، ثم الضغط على الأيقونة الدائرية الخاصة بالتسجيل الموجودة أسفل الشاشة. 

وعند الاستخدام لأول مرة، سيُطلب من المستخدم منح التطبيق صلاحية الوصول إلى الميكروفون، وبعد الموافقة، يمكن بدء التحدث بحرية، ليبدأ التطبيق بتحويل الكلمات إلى نص فوري يظهر على الشاشة. 

كما يمكن للمستخدم إيقاف التسجيل مؤقتًا أو استئنافه عبر زر مخصص، إلى جانب إمكانية إرسال النص فور الانتهاء لتحليله أو التفاعل معه داخل التطبيق.

ومن المتوقع أن تُحدث هذه الإضافة فارقًا ملموسًا في تجربة المستخدم، خاصة لأولئك الذين يعتمدون على السرعة والدقة في إنجاز مهامهم اليومية، وتؤكد جوجل أن هذه الميزة ليست مجرد أداة صوتية، بل جزء من رؤية مستقبلية واسعة تسعى من خلالها إلى جعل الذكاء الاصطناعي أقرب إلى "مساعد شخصي واقعي" قادر على تلبية احتياجات المستخدم بمرونة وذكاء.

في ظل هذا التطور، يبدو أن أدوات الذكاء الاصطناعي لم تعد تقتصر على تقديم إجابات نصية أو مساعدة في الكتابة فقط، بل باتت تدخل مرحلة جديدة من التفاعل الصوتي العميق، الذي من شأنه إعادة تشكيل العلاقة بين المستخدم والتكنولوجيا في السنوات المقبلة.