تحديث شامل لروبوت Le Chat بقدرات بحث صوتي وذكاء استنتاجي

في خطوة تعكس الطموح الفرنسي لمنافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Mistral الناشئة عن إطلاق تحديث شامل ومتكامل لروبوت المحادثة الخاص بها Le Chat، ليصبح أكثر تقدمًا من أي وقت مضى، بفضل مجموعة من المزايا الثورية التي تعزز من قدراته في البحث، التفاعل الصوتي، والتحليل الاستنتاجي. 

ويُعد هذا التحديث محطة فارقة في تطور Le Chat، حيث تسعى الشركة من خلاله إلى تقديم بديل فعّال وقوي للمنصات الرائدة مثل ChatGPT من OpenAI، وGemini من Google، وClaude من Anthropic.

التحديث الجديد يأتي ليخاطب طموحات المستخدمين في دول الخليج، من الباحثين إلى رجال الأعمال، مرورًا بالطلاب والمصممين، من خلال حزمة أدوات ذكية تمنحهم تجربة استخدام سلسة، سريعة، وعميقة على حد سواء.

باحث متكامل

من أبرز الإضافات التي حملها التحديث هو "وضع البحث المعمق" (Deep Research)، الذي يحوّل Le Chat إلى باحث افتراضي يمكن الاعتماد عليه، هذه الميزة تتيح للمستخدمين طرح أسئلة دقيقة ومعقدة، والحصول على إجابات مدعومة بالمصادر والبيانات والتحليلات الواقعية. 

كما يقوم المساعد الذكي بتلخيص المحتوى وتقديمه بلغة واضحة ومنظمة، مما يجعله مثاليًا لطلاب الجامعات، صناع القرار، ورواد الأعمال الذين يبحثون عن دقة وسرعة في الوصول إلى المعلومات.

ويعتمد Le Chat في هذا الوضع على خوارزميات تحليل النصوص المتقدمة، بالإضافة إلى إمكانية تصفح المحتوى العام، بما يضمن تقديم إجابات مدروسة، محدثة وموثوقة، بدلًا من الاكتفاء بالتكهنات أو الأجوبة السطحية.

تواصل بالصوت

ولم تتوقف Mistral عند تطوير أدوات النص، بل أضافت كذلك وضع Vocal Mode الذي يُمكّن المستخدمين من الحديث مباشرة إلى Le Chat، والحصول على ردود لحظية وكأنهم في حوار مع شخص حقيقي. 

ويعتمد هذا الوضع على محرك التعرف الصوتي المتطور Voxtral، الذي طورته الشركة داخليًا، ويتميّز بدقة فائقة في تحويل الكلام إلى نص وفهم السياق العام للمحادثة.

وتمثل هذه الخطوة نقلة كبيرة في مجال التفاعل الصوتي، حيث لم يعد المستخدم بحاجة إلى الكتابة، بل يمكنه فقط التحدث بحرية، والحصول على إجابات واضحة في ثوانٍ. 

وتُعد هذه الخاصية مثالية للمستخدم الخليجي الذي يفضّل التفاعل الصوتي، سواء في السيارة، أثناء المشي، أو في المواقف التي تتطلب تواصلًا سريعًا دون استخدام اليدين.

تفكير منطقي

من بين الإضافات النوعية الأخرى، يأتي وضع Think Mode، وهو نمط استنتاجي متقدم يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي Magistral. يتيح هذا الوضع تحليل الأسئلة العميقة، وتقديم أجوبة مبنية على منطق وتحليل دقيق، وليس فقط على استرجاع بيانات سابقة.

ويتميّز هذا الوضع بدعم تعدد اللغات، ما يمكّن Le Chat من فهم السياق اللغوي للمستخدم، والرد بلغته الأم حتى عند طرح الأسئلة بلغات أخرى،يمكنه مثلًا شرح مبدأ قانوني باللغة اليابانية ثم تلخيصه للمستخدم بالعربية، أو كتابة خطة تسويق بالإسبانية، مما يجعله مناسبًا للمستخدمين متعددي الثقافات واللغات في منطقة الخليج.

مميزات إضافية

لم يخلُ التحديث من مميزات موجهة للاستخدام المهني والإبداعي، حيث تم إطلاق ميزة Projects التي تتيح للمستخدمين تنظيم محادثاتهم وملفاتهم ضمن مساحات عمل مخصصة، يمكن من خلالها إنشاء مكتبات، رفع مستندات، تتبع أدوات الذكاء المستخدمة، واسترجاع محادثات سابقة، وهي خاصية تدعم العمل الجماعي والبحث الأكاديمي على حد سواء.

كما تم تزويد Le Chat بمحرر صور متقدم يتيح للمستخدم تعديل الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي دون المساس بتفاصيلها الدقيقة أو تشويه الشخصيات فيها، مما يجعله أداة قوية للمصممين والمبدعين الراغبين في إنتاج محتوى بصري مخصص ومميز.

تجربة مجانية

وتُوفر Mistral كافة هذه المميزات مجانًا عبر موقعها الرسمي Mistral.ai، بالإضافة إلى تطبيقات الهاتف المتوفرة لأنظمة Android وiOS، ما يمنح المستخدمين في الخليج العربي فرصة حقيقية لتجربة مساعد ذكي يجمع بين الدقة والسرعة، والمنطق والإبداع، في منصة واحدة.