آبل تمنح BOE دوراً رسمياً في تصنيع شاشات آيفون 17 رغم القيود

انضمت شركة BOE الصينية بشكل رسمي إلى سلسلة موردي شاشات هاتف iPhone 17، بعدما حصلت على اعتماد آبل لتوريد شاشات LTPO OLED، وذلك في خطوة تحمل أبعاداً إنتاجية وتجارية كبيرة، وتأتي بعد سنوات من هيمنة شركتي سامسونج وLG على هذا المجال. 

وتعكس هذه الخطوة تغييراً واضحاً في سياسة آبل بشأن إدارة سلسلة التوريد، وخصوصاً في ظل التحديات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية التي تواجه الشركة الأمريكية في أسواقها الكبرى، وتحديداً السوق الصينية.

اعتماد رسمي

واجهت BOE خلال السنوات الماضية عدة انتقادات تتعلق بالجودة ومعدلات الإنتاج، لكن يبدو أن الشركة الصينية استطاعت أخيراً تجاوز اختبارات الجودة الصارمة التي تفرضها آبل على مورديها، حيث أشارت مصادر صناعية إلى أن حصول BOE على شهادة اعتماد توريد حتى وإن كانت بكميات محدودة، يُعد تقدماً تقنياً مهماً ويؤكد أن الفجوة بين الموردين الكوريين والمورد الصيني بدأت تضيق، وهو ما قد يؤدي إلى تحولات في مستقبل شراكات آبل في مجال الشاشات.

وتؤكد التقارير أن BOE حصلت على الضوء الأخضر لتوريد نحو 45 مليون وحدة من شاشات LTPO OLED ضمن خطط إنتاج iPhone 17، بينما تحتفظ سامسونج بدورها الريادي بتوريد 70 مليون وحدة، وتساهم LG بما يقارب 43 مليون وحدة، مما يرفع إجمالي إنتاج الشاشات من الموردين الثلاثة إلى ما يتجاوز 158 مليون وحدة.

قدرات إنتاجية

يمتلك مصنع BOE في الوقت الحالي 26 خط إنتاج مخصص لشاشات OLED، غير أن 11 خطاً فقط يعمل بشكل فعلي. 

وتشير البيانات إلى أن كل خط إنتاج قادر على تصنيع نحو 350 ألف وحدة شهرياً، مما يمنح BOE قدرة تشغيلية نظرية تصل إلى 100 مليون وحدة سنوياً، لكن القدرة الفعلية حالياً تبقى دون هذه العتبة بكثير.

ويُتوقع أن يركز إنتاج BOE خلال هذا العام على تلبية طلبات آبل المرتبطة بهاتف iPhone 17، وسط مراقبة دقيقة من السوق والمحللين، الذين يرون أن دخول BOE في هذا المجال يمثل تحولاً قد يُربك التوازن الحالي لصناعة شاشات الهواتف الذكية.

دوافع آبل

اختيار آبل لشركة BOE في هذا التوقيت ليس قراراً تقنياً فقط، بل يحمل أبعاداً استراتيجية وتجارية، إذ أن اعتماد مورد صيني يسهم في تقليل التكاليف الإنتاجية خاصة في السوق الصينية التي تُعد الأكبر عالمياً من حيث عدد مستخدمي الهواتف الذكية، مما يمنح آبل هامش ربح أفضل، وفرصة لتعزيز موقعها في مواجهة شركات مثل هواوي وXiaomi التي تواصل تقليص الفجوة التقنية مع آبل.

كما أن قرار آبل يأتي في سياق احترازي، حيث تواجه الشركة تهديدات بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على الأجهزة المصنعة خارج الولايات المتحدة، وهو ما يدفعها إلى تنويع سلسلة التوريد بشكل عاجل، والتقليل من الاعتماد على الموردين التقليديين في كوريا الجنوبية وتايوان.

وبينما لم تُعلن آبل رسمياً عن تفاصيل هذا التعاون مع BOE، إلا أن المؤشرات الميدانية تُظهر أن الشركة تتجه نحو إعادة توزيع التوازن بين موردينها، بما يضمن استقراراً في الإنتاج وتقليصاً للمخاطر المستقبلية.