عطل عالمي مفاجئ يصيب شبكة ستارلينك ويهدد موثوقيتها

شهدت شبكة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك مساء الخميس أزمة فنية كبيرة، حيث تسبب انقطاع شامل في توقف خدمات الإنترنت التي تقدمها لمئات الآلاف من المستخدمين حول العالم، وسط قلق متزايد من المؤسسات والأفراد الذين يعتمدون على الشبكة في أعمالهم اليومية ومهامهم الحيوية.

وبدأت الأزمة في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، عندما تلقى المستخدمون رسالة تشير إلى وجود خطأ في الاتصال تحت عنوان "لا يوجد مصدر اتصال سليم"، الأمر الذي دفع الآلاف إلى التوجه إلى موقع "Down Detector" المتخصص في تتبع أعطال الإنترنت، والذي بدوره سجل أكثر من 60 ألف بلاغ خلال أقل من ساعتين، مع تزايد عدد المتضررين في مناطق متفرقة حول العالم.

تأكيد العطل

اعترفت شركة ستارلينك بالعطل بعد دقائق من تصاعد الشكاوى، حيث نشرت عبر حسابها الرسمي على منصة إكس بيانًا مقتضبًا أكدت فيه وجود انقطاع في الشبكة، وأوضحت أنها تعمل على حل المشكلة بشكل عاجل، داعية المستخدمين إلى الصبر لحين إعادة الخدمة، بينما تدخل إيلون ماسك نفسه عبر حسابه الشخصي ليؤكد أن المهندسين في سبيس إكس يعملون على معالجة السبب الجذري لمنع تكرار الانقطاع مستقبلاً، وقال إن استعادة الخدمة ستتم قريبًا.

ولم يتوقف القلق عند المستخدمين الأفراد، بل شمل أيضًا الجهات الحكومية والعسكرية التي تعتمد على الشبكة، مثل الجيش الأوكراني الذي يستخدم ستارلينك في عمليات الاتصالات ضمن بيئة النزاع، ما يضع علامات استفهام حول قدرة الشبكة على الاستمرار كمصدر موثوق للإنترنت في الأزمات.

انتشار الانقطاع

شمل العطل مستخدمين في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا، ما يجعله أول عطل عالمي بهذا الحجم منذ إطلاق ستارلينك، التي تأسست بهدف توفير إنترنت عالي السرعة للمناطق التي تفتقر للبنية التحتية التقليدية، مستندة إلى شبكة من الأقمار الصناعية المنخفضة المدار التي تعمل على الربط المباشر دون الحاجة إلى أبراج تقليدية أو كابلات أرضية.

ويأتي هذا العطل في وقت تُوسّع فيه الشركة نطاق خدماتها لتشمل أكثر من 130 دولة وإقليمًا، وسط خطط لإطلاق 12 ألف قمر صناعي خلال السنوات المقبلة، مع طموحات مستقبلية للوصول إلى أكثر من 34 ألف قمر لتأمين تغطية كاملة للكوكب، وهو ما يجعل أي خلل في النظام محل اهتمام عالمي وليس مجرد حادث عرضي.

تبعات فنية

رغم أن الشركة لم توضح بعد السبب الدقيق وراء الانقطاع، فإن التوقعات التقنية تشير إلى احتمال وجود خلل في مركز التحكم الأرضي أو في إحدى حلقات الربط بين الأقمار الصناعية، وهو ما قد يحتاج إلى تحديثات برمجية أو تدخل فني مباشر من قبل فرق الطوارئ في سبيس إكس، ومن المتوقع أن تصدر الشركة بيانًا مفصلًا في وقت لاحق لتوضيح الأسباب والخطوات التي سيتم اتخاذها لمنع تكرار الواقعة.

ويثير هذا العطل تساؤلات حول مدى الجاهزية التقنية لشبكة تعتمد عليها قطاعات حيوية، من بينها البعثات العسكرية ومشاريع التنمية في المناطق النائية، كما أنه قد يُضعف الثقة في وعود ماسك بتوفير شبكة إنترنت لا تنقطع، ويزيد من الضغوط على الشركة للإسراع في تحسين بنيتها التحتية الرقمية وتقديم تعويضات أو خدمات بديلة للعملاء المتضررين.

وفي الوقت الذي تتابع فيه المؤسسات التقنية والإعلامية تطورات الحادث، تتجه الأنظار نحو رد فعل الأسواق وإمكانية تأثر أسهم شركة سبيس إكس أو أي من شركات ماسك الأخرى المرتبطة بالخدمات الفضائية، خاصة في ظل تسارع المنافسة مع شركات أخرى تسعى لتقديم حلول مماثلة عبر الأقمار الصناعية.