تصاعد المنافسة بين ChatGPT ومحرك جوجل يغير شكل البحث الرقمي

يشهد عالم الإنترنت تحولًا واضحًا في أدوات البحث الرقمية، حيث بات ChatGPT من OpenAI يشكل تهديدًا فعليًا لمحرك البحث التقليدي جوجل، بعد أن أثبت قدرته على تقديم تجربة بحث مختلفة، مدعومة بالذكاء الاصطناعي التفاعلي.

وأظهرت إحصاءات حديثة أن المنصة تُعالج أكثر من 2.5 مليار استفسار يوميًا، منها نحو 330 مليونًا من الولايات المتحدة فقط، ما يعكس توسع قاعدة المستخدمين واعتمادهم المتزايد على النموذج التفاعلي للعثور على المعلومات.

تطور التجربة

أطلق ChatGPT في أكتوبر 2024 ميزة "ChatGPT Search"، والتي تمثل نقلة نوعية في طريقة التعامل مع محركات البحث، إذ يعتمد النظام على تقديم إجابات مباشرة بدلًا من عرض روابط تقليدية، كما جرى ربط النموذج بمصادر خارجية مثل Bing ووكالات أنباء معروفة بينها رويترز وفايننشال تايمز، ما أتاح للمستخدمين الوصول إلى معلومات موثوقة ضمن حوار ديناميكي يراعي سياق البحث.

يعتمد ChatGPT Search على نموذج GPT-4o الذي يتفوق في فهم اللغة الطبيعية وصياغة الردود بطريقة سلسة، كما يتعامل مع استفسارات المستخدم بشكل متسلسل، ما يجعل نتائج البحث أكثر قربًا للفهم البشري، مقارنة بطريقة جوجل التي تعرض محتوى خام يحتاج إلى تفحص الروابط والنصوص للوصول إلى المعلومة.

اختلاف المنهج

تُظهر المقارنة بين النظامين أن ChatGPT يعتمد على البيانات المدربة مسبقًا ويستفيد من تحديثات محددة من شركاء معلومات، بينما يواصل جوجل استخدام خوارزميات الزحف الشبكي لتحديث نتائجه في الوقت الفعلي، ما يمنحه تفوقًا في تغطية الأخبار والمحتوى المتغير باستمرار.

وتتميز واجهة ChatGPT بأسلوب المحادثة الذي يسمح بالاستفهام المتتابع وتطوير السؤال، فيما يبقى جوجل ضمن إطار مربع البحث التقليدي الذي يفرض على المستخدم تصفح الصفحات بنفسه، وهو ما يمنح ChatGPT ميزة في تجربة الاستخدام اليومية خاصة في المواضيع التي تتطلب شرحًا أو تنظيمًا للمعلومة.

تحديات واقعية

ورغم الشعبية الكبيرة التي حصدها ChatGPT خلال سنوات قليلة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، أبرزها عدم تحديث البيانات لحظيًا، واحتمالية تقديم معلومات غير دقيقة، وهي مشكلة تعرف بـ"الهلوسة"، بالإضافة إلى قيود الاعتماد على مصادر ثابتة أو محدودة النطاق، وهو ما يضع ChatGPT في موقع يحتاج إلى مزيد من التطوير ليواكب جوجل من حيث دقة المحتوى وتحديثه المستمر.

ومع ذلك، فإن التطور السريع الذي تشهده منصات الذكاء الاصطناعي يجعل من الممكن تقليص هذه الفجوة، خاصة أن ChatGPT يركز على تخصيص المحتوى والتفاعل السياقي مع المستخدم، وهما عنصران يزداد الاعتماد عليهما في بيئة الإنترنت الحديثة، مع تفضيل الكثيرين لأسلوب الدردشة التفاعلي بدلاً من تصفح روابط تقليدية.

مستقبل البحث

لا يُتوقع في الوقت الحالي أن يحل ChatGPT محل جوجل بشكل كامل، بسبب التفوق الفني لجوجل في بنية المعلومات وسرعة الزحف الشبكي وتعدد المصادر، إلا أن مسار التطور يشير إلى دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في تشكيل مستقبل البحث، وقد يصبح ChatGPT البديل المفضل للباحثين عن تفاعل مخصص ونتائج مبسطة وسريعة، خاصة مع التحسينات المتكررة التي تجريها OpenAI على بنيته التقنية.