سوني تبدأ اختبار وضع توفير الطاقة على PS5 ضمن خطتها البيئية المستقبلية

بدأت شركة سوني اتخاذ خطوة جديدة تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة على جهاز بلايستيشن 5 من خلال اختبار ميزة جديدة تحمل اسم "وضع توفير الطاقة" Power Saver، وهي جزء من مبادرة "الطريق إلى الصفر" التي أطلقتها الشركة في 2010 لتحقيق الحياد الكربوني في جميع عملياتها بحلول عام 2050، ويأتي التحديث في نسخته التجريبية حاليًا ليضع أولى اللبنات لتقنيات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة دون التخلّي الكامل عن الأداء.

وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى مواءمة تقنيات الترفيه مع التزاماتها البيئية، خصوصًا مع ارتفاع استهلاك الطاقة في الأجهزة الإلكترونية المنزلية الحديثة، كما تفتح هذه الخطوة الباب أمام تجارب جديدة تتعامل مع الأداء والرسوميات بطريقة مرنة تهدف لتقليل البصمة الكربونية.

تقليص الأداء

أوضح شوزو كيكوتشي، نائب رئيس إدارة المنتجات في Sony Interactive Entertainment، أن تفعيل وضع Power Saver سيؤدي إلى تقليل أداء الألعاب المدعومة بهدف تقليل الطاقة المستهلكة أثناء اللعب، بينما سيبقى الأداء كما هو إذا لم تُفعّل الميزة أو كانت اللعبة غير مدعومة.

وتشمل التأثيرات المباشرة لهذا الوضع إيقاف تشغيل ألعاب الواقع الافتراضي بالكامل عند تفعيله، كما قد يؤدي إلى تعطيل بعض مزايا اللعب في بعض العناوين، دون توضيح التفاصيل الدقيقة حول هذه التغييرات، وهو ما أثار تساؤلات عدة في أوساط المستخدمين حول تأثير هذا الوضع على جودة تجربة اللعب، لا سيما لمن يفضلون الأداء العالي دون أي قيود.

ويُنظر إلى هذه التجربة كخطوة أولى يمكن من خلالها قياس مدى تجاوب اللاعبين مع الأداء المحدود مقابل تقليل استهلاك الطاقة، ومن الممكن أن يتم تقديم الوضع ضمن خيارات متعددة مستقبلًا تتيح التوازن بين الأداء والكفاءة الطاقية حسب تفضيلات كل مستخدم.

تلميحات جهاز

ورغم عدم وجود إعلان رسمي من سوني بشأن جهاز PS5 محمول، يرى عدد من المراقبين أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لجهاز جديد مصمم للعب أثناء التنقل، وهو ما يتطلب بطبيعة الحال حلولًا ذكية لتقليل استهلاك البطارية، خاصة إذا كان الجهاز الجديد يعتمد على نفس البنية البرمجية والبصرية لجهاز PS5 الحالي، مما يدعم فرضية استخدام ميزة Power Saver كجزء من النظام الأساسي في الجهاز المستقبلي.

ويتوافق هذا الطرح مع اتجاه شركات التكنولوجيا الكبرى نحو تقديم أجهزة هجينة تجمع بين الأداء والمرونة، في ظل تصاعد الطلب على حلول متنقلة للألعاب، وهو ما يجعل سوني أمام فرصة لطرح جهاز جديد يدمج بين تجربة بلايستيشن المعروفة وإمكانيات استخدام أكثر كفاءة.

ميزات إضافية

وبالتوازي مع اختبار وضع توفير الطاقة، يتضمن التحديث التجريبي الجديد ميزة جديدة تسهل استخدام وحدة التحكم اللاسلكية DualSense، حيث أصبح بإمكان المستخدمين توصيل وحدة التحكم نفسها بأربعة أجهزة مختلفة دون الحاجة لإعادة الإقران في كل مرة، ما يسهل التنقل بين اللعب على PS5 والحاسوب أو الأجهزة الأخرى بسلاسة.

وأشارت الشركة إلى أن هذه الميزة تستهدف المستخدمين الذين يبدلون بين الأجهزة بانتظام، وتوفر عليهم الوقت وتعقيدات إعداد البلوتوث المتكررة، ما يجعل التحديث شاملاً لتحسين تجربة المستخدم إلى جانب التركيز على الكفاءة الطاقية.

توفر محدود

وأكدت سوني أن التحديث التجريبي متاح حاليًا فقط لعدد محدود من المستخدمين في دول محددة، ضمن برنامج الاختبارات التجريبية، وقد بدأت الشركة في إرسال الدعوات عبر البريد الإلكتروني للمشاركين ابتداءً من 24 يوليو، ومن المتوقع أن يتم تعميم التحديث على باقي المستخدمين في الأشهر المقبلة بعد تقييم نتائجه.

ومن المرجح أن تراقب الشركة تفاعل اللاعبين مع هذه الميزة بعناية قبل اتخاذ قرار بإدراجها في التحديثات الرسمية، ما يجعل الفترة المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل ميزة Power Saver ضمن منظومة بلايستيشن.