يوتيوب تبدأ تجربة نظام تعليقات خيطية حصريًا لمستخدمي Premium على الهواتف

تواصل منصة يوتيوب تطوير مزاياها التفاعلية عبر اختبار تصميم جديد لنظام التعليقات يهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين من مشتركي خدمة Premium ، حيث أعلنت الشركة عن بدء تجربة خيطية جديدة للتعليقات تشبه إلى حد كبير النمط المستخدم في منتديات "ريديت"، وتركز هذه التجربة على تقديم شكل عرض منظم يسهل متابعة النقاشات داخل مقاطع الفيديو بطريقة أكثر وضوحًا.

وقد أكدت يوتيوب أن الميزة ستظل قيد الاختبار حتى 14 أغسطس المقبل، وستكون متاحة فقط لمستخدمي هواتف أندرويد وiOS، دون أن تشمل إصدار سطح المكتب أو باقي تطبيقات النظام الأساسي، كما لن يتم تعميم التصميم ما لم تتلق الشركة إشارات إيجابية من مستخدمي Premium الذين سيحصلون وحدهم على حق استخدام النظام الجديد خلال فترة التجربة الحالية.

واجهة تعليقات

بدأت التجارب الأولية على الميزة خلال الأشهر الماضية عبر مجموعة صغيرة من المستخدمين، وركزت المرحلة الأولى على مراقبة سلوك التفاعل مع الشكل الجديد للتعليقات، وقد قامت الشركة بجمع ملاحظات تفصيلية حول سهولة القراءة والتنقل بين الردود، مما ساعد في تحديد مجموعة من التحسينات قبل توسيع النطاق ليشمل شريحة أوسع من المشتركين في النسخة المدفوعة من المنصة.

ويقوم التصميم الجديد على مبدأ الربط الخيطي للتعليقات، حيث تظهر الردود مباشرة أسفل التعليق الأساسي بطريقة هرمية متداخلة، ما يتيح للمستخدمين تتبع تسلسل المحادثات بسهولة، ويتيح لهم أيضًا فهم سياق الحوار دون الحاجة للضغط على روابط منفصلة، وهو ما يمثل تحولاً عن النموذج التقليدي الذي يظهر فيه عدد الردود كعنصر منفصل يحتاج إلى فتح يدوي.

وقد أظهرت تعليقات المستخدمين خلال التجربة المحدودة رغبة واضحة في تنظيم واجهة النقاشات، خاصة في المقاطع التي تحظى بآلاف التفاعلات، حيث يصبح من الصعب تتبع الردود المنفصلة، وقد دفعت هذه الرغبة الشركة لاعتماد التصميم الجديد كأحد الحلول الممكنة لجعل التعليقات أكثر تفاعلاً وفهمًا.

تجربة محدودة

وأكدت الشركة أن هذه الميزة ستظل حكرًا على مشتركي Premium خلال الفترة الحالية، حيث ترغب يوتيوب في تقديم حوافز تقنية حصرية تميز بين المشتركين المجانيين والمستخدمين الدافعين، وهو اتجاه يزداد وضوحًا في استراتيجيات المنصة التي تسعى إلى زيادة معدلات الاشتراك عبر تقديم أدوات تجريبية جديدة تسبق عموم المستخدمين.

ومن جهة أخرى، لم تصدر الشركة أي تعهدات بموعد طرح الميزة لجميع المستخدمين، مشيرة إلى أنها ستتخذ القرار النهائي بناءً على بيانات الاستخدام الفعلي وردود الفعل التي ستصل إليها خلال فترة الاختبار، وهو ما يعني أن مستقبل الميزة مرتبط مباشرة بمدى التفاعل عليها.

إشراف ومتابعة

وتعتمد المنصة حاليًا على نماذج متعددة لتحليل بيانات التفاعل، تشمل مدة التصفح في قسم التعليقات وعدد مرات فتح الردود وطبيعة المشاركة داخل كل خيط، كما تتابع يوتيوب المحتوى المنشور بدقة لرصد احتمالات الإساءة أو التكرار غير المفيد، وهو ما سيؤثر أيضًا على قرار اعتماد الميزة من عدمه في المستقبل القريب.

ويعكس هذا التوجه اهتمام يوتيوب بإعادة النظر في نظم التفاعل داخل المنصة، خاصة مع تصاعد المنافسة من منصات أخرى مثل تيك توك وإنستغرام، حيث أصبح المستخدم يتوقع أنظمة نقاش أكثر تنظيمًا ومرونة، دون المساس بسهولة الاستخدام أو السرعة في الوصول إلى المحتوى، ما يدفع الشركة لتجريب كل ما يمكن أن يعزز التجربة اليومية.