سامسونج تُخفف من اعتمادها على S Pen تدريجيًا في أجهزتها الذكية

بدأت شركة سامسونج بإعادة تقييم علاقتها مع القلم الذكي S Pen، والذي طالما شكّل أحد أبرز مميزات أجهزتها الفاخرة، فعلى الرغم من أن بعض الأجهزة ما تزال تتضمن القلم ضمن تصميمها، إلا أن ملامح التوجه الجديد للشركة توحي بتقليص تدريجي لدوره، مما يشير إلى احتمال بداية نهاية هذا الابتكار الذي رافق سلسلة Galaxy Note سابقًا ثم انتقل لاحقًا إلى فئات أخرى.

تراجع تدريجي

أول المؤشرات البارزة على هذا التحول ظهرت من خلال تسريبات مؤكدة بشأن هاتف Galaxy S25 Ultra المرتقب، حيث رغم استمرار دعم القلم ماديًا ضمن هيكل الجهاز، إلا أن سامسونج ألغت خاصية البلوتوث المرتبطة به. 

هذا القرار تسبب في حرمان المستخدمين من عدد من الوظائف المميزة، مثل أوامر Air Command، التي كانت تتيح تنفيذ اختصارات ذكية عبر تحريك القلم في الهواء. 

ورغم أن نسبة من يستخدمون هذه الميزات كانت محدودة، إلا أن غيابها يرمز إلى نية الشركة في تبسيط استخدام القلم وتحجيم قدراته، ربما في إطار استراتيجية أوسع لخفض التكاليف أو تحسين الأداء العام للجهاز.

غياب ملحوظ

التحول الأكبر جاء مع الإعلان عن تصميم Galaxy Z Fold 7، والذي لن يدعم القلم الذكي على الإطلاق، لا من حيث التوافق ولا من حيث وجود فتحة مخصصة له داخل الجهاز. 

سامسونج برّرت هذه الخطوة بالسعي نحو إنتاج هاتف أكثر نحافة وخفة، وهي سمات أصبحت تمثل أولوية للمستخدمين في سوق الأجهزة الذكية الحديثة، غير أن هذا القرار أثار حالة من الإحباط بين عشاق القلم الذكي، الذين اعتبروا أن سامسونج قد تخلت عن ميزة فريدة كان يمكن أن تمنح الجهاز تفوقًا إنتاجيًا في فئة الفولد.

مستقبل غامض

في السياق ذاته، تتوالى التسريبات لتشير إلى أن سلسلة Galaxy Tab S11 قد تواجه المصير ذاته، إذ يُتوقع أن يأتي القلم الخاص بها دون دعم للبلوتوث وربما أيضًا دون حجرة مدمجة في الجهاز لحمله، هذا التغيير يدعم التوجه العام الذي تسلكه سامسونج نحو التبسيط، حتى لو كان ذلك على حساب ميزات متقدمة كانت تُعتبر من عوامل الجذب الرئيسية لبعض شرائح المستخدمين.

ورغم كل هذه المؤشرات، لم تُغلق سامسونج الباب تمامًا أمام عودة القلم بكامل قدراته، خاصة في الأجهزة القابلة للطي، لكنها ربطت ذلك بوجود طلب جماهيري حقيقي، إلى جانب تقدم تقني يتيح إعادة دمج القلم دون التأثير على أبعاد الجهاز أو وزنه، وهذا ما يجعل الكرة الآن في ملعب المستخدمين، حيث أن الإقبال والرغبة الجماعية في بقاء S Pen قد تشكل عنصر ضغط لإعادته إلى الواجهة.

في النهاية، يبدو أن سامسونج تسير بخطى واثقة نحو أجهزة أكثر بساطة وخفة، حتى لو تطلب الأمر التخلي عن بعض الرموز التقنية التي ارتبطت بتاريخها. 

وإذا لم تظهر موجة دعم واسعة تطالب بالحفاظ على S Pen، فقد يتحول القلم الذكي من عنصر أساسي في منظومة سامسونج إلى مجرد خيار جانبي أو حتى ذكرى تقنية من الماضي.