ChatGPT يواصل اكتساح سوق روبوتات الذكاء الاصطناعي عالميًا

أظهرت دراسة حديثة أن روبوت ChatGPT، التابع لشركة OpenAI، يهيمن بشكل شبه كامل على سوق روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي حول العالم، حيث تجاوزت حصته نسبة 80% من إجمالي الاستخدام، وهو ما يشير إلى تفوق واضح ومطّرد في المنافسة، ويؤكد موقعه المهيمن في ساحة تشهد سباقًا محمومًا بين عدد من الشركات الكبرى.

تفوق واضح

نشرت شركة Statcounter، المتخصصة في تتبع نسب الاستخدام لأنظمة التشغيل والمتصفحات والمواقع، تقريرًا موسّعًا تناول أداء روبوتات الدردشة خلال شهر يوليو 2025، وأوضحت فيه أن ChatGPT حقق حصة بلغت 82.69% على مستوى العالم، متقدمًا بفارق كبير عن أقرب منافسيه، واحتلت Perplexity المركز الثاني بنسبة 8.6%، فيما سجل Microsoft Copilot نسبة 4.5% فقط.

أما روبوت Google Gemini فقد جاء في المركز الرابع بنسبة 2.2%، يليه Deepseek بنسبة 1.59%، بينما تذيّل Claude AI الترتيب بنسبة 0.91%، ما يعكس التباين الواضح بين منصة OpenAI وباقي المنصات من حيث الانتشار وساعات الاستخدام.

بيانات واسعة

وذكرت Statcounter أنها بدأت منذ مارس 2025 في تتبع عدد جلسات المستخدمين على منصات الذكاء الاصطناعي، وشملت القائمة أدوات مثل ChatGPT وGemini وCopilot وClaude، إلى جانب عدد آخر من الروبوتات الناشئة.

وتستند الشركة في رصدها إلى أكثر من 5 مليارات مشاهدة صفحات شهريًا عبر ما يزيد على 1.5 مليون موقع إلكتروني، باستخدام ملفات تعريف الارتباط لتحديد طبيعة الزيارة، ونوع الجهاز، ونظام التشغيل، وغيرها من البيانات المرتبطة بالنشاط الرقمي.

كما أظهرت الدراسة نمطًا مشابهًا داخل الولايات المتحدة، حيث حافظ ChatGPT على حصة تجاوزت 80%، يليه Microsoft Copilot بنسبة تقترب من 10%، مع الإشارة إلى أن كِلا الأداتين تعتمدان فعليًا على نماذج طُوّرت بواسطة OpenAI، ما يعكس توسع تأثير الشركة ليس فقط عبر منصاتها، بل أيضًا عبر خدمات شركاء يعتمدون على بنيتها التقنية.

نقاط غموض

رغم اتساع نطاق العينة التي تعتمد عليها Statcounter، إلا أن تقريرها لم يُوضّح بدقة كيفية تصنيف جلسات الاستخدام في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة أن هذه الروبوتات لا تعمل مثل محركات البحث، ولا تحيل المستخدمين إلى مواقع خارجية يمكن تتبعها عبر ملفات الارتباط، كما لم تحدد الشركة ما إذا كانت بيانات الاستخدام عبر التطبيقات على الأجهزة المحمولة مضمّنة ضمن الأرقام أو لا.

ويثير هذا الغموض تساؤلات حول مدى دقة النسب في تمثيل الواقع الفعلي، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية في الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن رغم ذلك، تُعد الأرقام مؤشرًا قويًا على الاتجاهات العامة في السوق وتفضيلات المستخدمين حول العالم.

ويأتي هذا التقرير في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالتقنيات التوليدية، وتتنافس شركات مثل غوغل ومايكروسوفت وأنثروبيك على جذب المستخدمين من خلال تطوير نماذج لغوية أكثر دقة وفعالية، في حين تحافظ OpenAI على تقدمها من خلال تحديثات مستمرة ودمج أدواتها مع تطبيقات واسعة الاستخدام في الحياة اليومية.