مارك زوكربيرج يكشف ملامح مشروع الذكاء الفائق الشخصي

كشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن ملامح مشروع ضخم يحمل اسم "الذكاء الفائق الشخصي"، مؤكدًا أن هذا التوجه يمثل إستراتيجية مركزية للشركة خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر مذكرة داخلية نُشرت بالتزامن مع إعلان نتائج الربع الثاني من العام الجاري، حيث كشفت الشركة عن ضخ استثمارات غير مسبوقة في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح زوكربيرج أن ميتا خصصت ما بين 66 و72 مليار دولار للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي خلال عام 2025 وحده، وهو ما يعكس حجم الرهان الذي تضعه الشركة على هذا المجال، في ظل المنافسة المتصاعدة بين كبرى شركات التكنولوجيا على تطوير النماذج الأكثر تقدمًا وتأثيرًا في الحياة الرقمية.

تمكين الأفراد

أكد زوكربيرج في مذكرته أن ميتا تسعى إلى تطوير ذكاء فائق يهدف إلى دعم الفرد وتعزيز تجربته اليومية، بدلًا من الاكتفاء باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لأتمتة العمل وتقليص الدور البشري، وقال إن بعض الشركات المنافسة تسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لإنتاج ما يكفي ليعتمد عليه البشر في حياتهم، في حين أن ميتا ترى أن التكنولوجيا يجب أن تعزز قدرات الإنسان لا أن تحل مكانه.

وأضاف أن الشركة تسعى إلى بناء نظام ذكاء فائق يساعد المستخدمين في تحقيق الأهداف الشخصية، وتطوير العلاقات الاجتماعية، وخوض تجارب جديدة، موضحًا أن الأجهزة القابلة للارتداء مثل النظارات الذكية ستلعب دورًا محوريًا في المرحلة القادمة، عبر إدراك السياق الحياتي للمستخدم والتفاعل معه صوتًا وصورة.

مركز خاص

كشفت ميتا أنها أسست وحدة بحثية جديدة باسم "Superintelligence Labs"، تتولى تطوير النماذج الأساسية المتقدمة، كما أعلنت استحواذها على شركة Scale AI في يونيو الماضي، ضمن صفقة استثمار بلغت 14.3 مليار دولار، واستقطبت في الوقت ذاته مديرها التنفيذي ألكسندر وانغ للعمل ضمن صفوفها، ما يعكس رغبة ميتا في استقطاب الكفاءات التقنية من الشركات المنافسة.

كما أشار التقرير المالي إلى أن الشركة رفعت من وتيرة التوظيف في مجالات الذكاء الاصطناعي، مع توفير حوافز مالية تنافسية لجذب الخبرات المتقدمة، وقد نجحت في ذلك بالفعل من خلال ضم عدد من المتخصصين من شركات مثل آبل وOpenAI بعقود ضخمة.

معايير أمان

رغم الحماس الذي أظهره زوكربيرج تجاه مشروع الذكاء الفائق، إلا أنه أكد أن المرحلة المقبلة تتطلب حذرًا كبيرًا، وضرورة الالتزام بمعايير أمان صارمة، خاصة مع التوجه نحو إتاحة النماذج مفتوحة المصدر للجمهور، وقال إن الشركة تدرك التحديات المرتبطة بالتحكم في هذا النوع من الذكاء المتقدم.

وأشار إلى أن المرحلة الحالية حاسمة في تاريخ التقنية، وأن القرارات التي تُتخذ اليوم سترسم مستقبل الذكاء الاصطناعي لعقود قادمة، مضيفًا أن السؤال الرئيسي الذي تواجهه الصناعة هو: هل ستصبح هذه التقنية أداة لتمكين الأفراد أم وسيلة لاستبدالهم تدريجيًا في مواقع العمل والمجتمع؟