الأربعاء، 06 أغسطس 2025

04:27 م

tru

مايكروسوفت تحذر من مستقبل الوظائف أمام الذكاء الاصطناعي

مستقبل الوظائف أمام الذكاء الاصطناعي

مستقبل الوظائف أمام الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

كشفت شركة مايكروسوفت في تقرير بحثي حديث عن الوظائف التي ستكون أكثر عرضة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، في ظل التوسع السريع الذي يشهده العالم في اعتماد هذه التقنيات داخل بيئات العمل المختلفة، مما يثير تساؤلات متزايدة حول مصير العاملين في العديد من القطاعات المهنية، خصوصًا تلك المرتبطة بالإنتاج المعرفي والاتصال اللغوي.

مهن مهددة

سلطت الدراسة الضوء على نحو 40 وظيفة تُعد من الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ شملت قائمة المهن المهددة مجالات متعددة مثل الترجمة، الصحافة، خدمة العملاء، العلاقات العامة، وكتابة المحتوى، وهي مجالات تعتمد في جوهرها على المعالجة اللغوية وصياغة النصوص، ما يجعل أدوات مثل ChatGPT وBing Copilot قادرة على إنجاز نسبة كبيرة من مهامها بكفاءة متزايدة.

واستندت الدراسة إلى تحليل 200 ألف محادثة أجراها مستخدمون مع روبوت Bing Copilot، وابتكر فريق البحث ما يُعرف بـ"مؤشر قابلية التطبيق"، الذي يقيس مدى توافق الوظيفة مع القدرات المتاحة حاليًا للذكاء الاصطناعي، سواء من حيث تحليل المعلومات أو توليد المحتوى أو التفاعل مع العملاء.

وظائف مهددة

دعم لا استبدال

قال الباحث الرئيسي كيرن توملينسون إن النتائج لا تعني بالضرورة أن الذكاء الاصطناعي سيستبدل البشر كليًا في هذه الوظائف، بل إنه سيغير الطريقة التي تُؤدى بها المهام، مضيفًا أن النماذج الحالية قادرة على دعم عمليات البحث والكتابة والتواصل، لكنها لا تملك حتى الآن الكفاءة الكاملة للقيام بالوظائف بشكل مستقل، وهذا ما يدعو لإعادة التفكير في تطوير المهارات البشرية بدلًا من مقاومة التطور التكنولوجي.

ومن الوظائف التي وُصفت بأنها الأكثر قابلية للتأثر: المترجمون والمفسرون، الصحفيون، علماء السياسة، كتاب المحتوى، ممثلو المبيعات، علماء البيانات، محللو الإدارة، معلمو الاقتصاد، مبرمجو أدوات CNC، مذيعو الإذاعة، ووكلاء السفر.

تعليم لا يكفي

المفارقة التي أبرزها التقرير هي أن ارتفاع المؤهل العلمي لا يُعد بالضرورة عامل حماية من تهديدات الذكاء الاصطناعي، إذ تبين أن العديد من الوظائف التي تتطلب درجات أكاديمية عليا مثل أساتذة الاقتصاد ومستشاري المال الشخصيين، جاءت ضمن المهن ذات القابلية المرتفعة للتأثر، مما يعني أن الحاجة أصبحت أكثر إلى مهارات تحليلية وتكاملية بدلًا من المعرفة التقليدية وحدها.

أما الوظائف الأقل عرضة للخطر فتشمل تلك التي تعتمد على المهارات اليدوية أو تتطلب وجودًا ميدانيًا مستمرًا، مثل المساعدين الصحيين، فنيي صيانة الطرق، عمال النظافة، سائقي الرافعات، ومشغلي محطات المياه، إلا أن مايكروسوفت أكدت أن هذه الحماية مؤقتة، حيث إن التطور في تقنيات الروبوتات قد يُطالها لاحقًا أيضًا.

وترى الشركة أن التطور السريع في قدرات الأتمتة يتطلب من المؤسسات والأفراد الاستعداد المسبق، من خلال إعادة تأهيل الكوادر، وتعزيز التعاون بين الإنسان والآلة بدلًا من الدخول في صراع وجودي خاسر أمام خوارزميات تتعلم وتتكيف بوتيرة غير مسبوقة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً