خطوات تحمي بها حسابك على فيسبوك من الاختراق الرقمي

في ظل تزايد التهديدات الرقمية وسرعة تطور أدوات الاختراق، أصبح من الضروري لكل مستخدم أن يُعيد النظر في إعدادات الأمان الخاصة به، خصوصًا على منصة بحجم "فيسبوك" التي تُعد واحدة من أكثر الشبكات الاجتماعية استخدامًا حول العالم، حيث باتت بيانات المستخدمين هدفًا مباشرًا للقراصنة والهجمات السيبرانية، سواء لأغراض الاحتيال أو التجسس أو الابتزاز الرقمي، وهو ما يفرض مستوى أعلى من الوعي التقني بخطوات الحماية الرقمية.

ويؤكد خبراء الأمن السيبراني أن تأمين حسابات التواصل الاجتماعي، لم يعد مجرد خيار إضافي، بل ضرورة قصوى يجب أن يتبناها كل مستخدم يسعى إلى الحفاظ على خصوصيته الرقمية، خاصة مع تكرار حوادث الاختراق والتسريبات التي أثارت الكثير من القلق خلال الأعوام الأخيرة.

التحقق بخطوتين

واحدة من أبرز آليات الحماية التي ينصح بها المختصون هي تفعيل خاصية التحقق بخطوتين، والتي تُضيف طبقة حماية ثانية تمنع تسجيل الدخول إلى الحساب إلا بعد إدخال رمز تحقق يصل إلى الهاتف أو عبر تطبيق مخصص مثل Google Authenticator، هذه الخطوة تُعد حائط صد فعالًا، حتى في حال تسريب كلمة المرور، إذ لا يُمكن لأي متطفل تجاوزها بسهولة.

ويمكن تفعيل هذه الخاصية من خلال الدخول إلى إعدادات الأمان في تطبيق فيسبوك، ثم اختيار خيار "المصادقة الثنائية"، وتحديد وسيلة التحقق المناسبة سواء كانت رقم الهاتف أو أحد تطبيقات المصادقة، لتأمين الحساب ضد أي محاولة دخول غير مصرح بها.

محادثات مشفّرة

من الوسائل الأخرى التي ترفع مستوى الأمان، الاعتماد على المحادثات السرية داخل تطبيق "ماسنجر"، وهي محادثات مشفّرة من طرف إلى طرف، لا تمر عبر خوادم فيسبوك، وتتيح ميزة حذف الرسائل تلقائيًا بعد وقت زمني يتم تحديده مسبقًا، هذا النوع من المحادثات يُقلل من فرص التجسس أو التطفل الرقمي، ويمنح المستخدم مزيدًا من الخصوصية عند تبادل المعلومات الحساسة أو الشخصية.

كما يُفضل تفعيل ميزة "قفل التطبيق"، التي تسمح بإغلاق تطبيق فيسبوك أو ماسنجر باستخدام بصمة الإصبع أو رمز سري، لتفادي الوصول غير المشروع إلى الرسائل أو الحساب في حال سرقة الهاتف أو فقدانه، وهي ميزة متوفرة في معظم الهواتف الحديثة من خلال إعدادات الخصوصية والأمان.

مراقبة الجلسات

كذلك، يُوفر فيسبوك ميزة مراجعة الجلسات النشطة، وهي أداة ذكية تسمح بتتبع جميع الأجهزة التي تم الدخول منها إلى الحساب، مع إمكانية إنهاء أي جلسة مشبوهة بنقرة واحدة. 

وتكمن أهمية هذه الميزة في الكشف المبكر عن أي محاولة تسلل أو دخول غير مصرح به، خاصة إذا كان الجهاز غير معروف للمستخدم أو تم تسجيل الدخول منه في موقع جغرافي غريب.

ويحذر الخبراء من التفاعل مع الروابط مجهولة المصدر التي تصل عبر الرسائل أو التعليقات، لأن العديد منها يُخفي برمجيات ضارة تستهدف بيانات الدخول إلى الحساب، لذا يُفضل تجاهل هذه الروابط وعدم إدخال البيانات الشخصية إلا من خلال الصفحات الرسمية والموثوقة.

ورغم هذه التحديات، إلا أن فيسبوك يُوفر مجموعة قوية من أدوات الأمان وإعدادات الخصوصية التي يمكن للمستخدم التحكم بها بالكامل، مما يجعله منصة مرنة تتيح ضبط مستوى الأمان حسب حاجة كل شخص، سواء كان مستخدمًا عاديًا أو صانع محتوى أو موظفًا يعتمد على المنصة في التواصل المهني.