سبوتيفاي ترفع أسعار Premium مجددًا في عدة مناطق

أعلنت منصة سبوتيفاي الموسيقية عن زيادة جديدة في أسعار اشتراكات خطط Premium، في خطوة شملت عدة مناطق جغرافية حول العالم، من بينها الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية. 

وتأتي هذه الزيادة بعد أشهر قليلة من جولة سابقة من التعديلات السعرية، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التحركات على شريحة المستخدمين الحاليين، خاصة في الأسواق الناشئة التي تشهد منافسة متزايدة في قطاع خدمات البث الصوتي.

إشعارات بالبريد

أوضحت الشركة أنها بدأت بإرسال تنبيهات عبر البريد الإلكتروني إلى المشتركين الذين ستشملهم هذه الزيادة، وذلك لإبلاغهم بالتعديلات الجديدة قبل أن تظهر على فواتيرهم الشهرية. 

ومع أن سبوتيفاي لم تُفصح رسميًا عن القائمة الكاملة للدول المشمولة بالزيادة، إلا أن تقارير محلية أكدت دخول القرار حيّز التنفيذ في عدد من أسواق الاتحاد الأوروبي، من بينها إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.

ووفقًا لما تم تداوله، ارتفعت تكلفة الاشتراك الفردي في بعض هذه الدول بمقدار يورو واحد، ليصل إلى 11.99 يورو شهريًا بدلًا من 10.99، ما يُعد ثاني تعديل خلال عام واحد. 

وتُشير التوقعات إلى أن باقي الخطط العائلية والطلابية قد تشهد بدورها زيادات متفاوتة، وإن لم يُعلن عنها رسميًا بعد.

نمو المستخدمين

تأتي هذه الخطوة بعد صدور نتائج تقرير الشركة المالي للربع الثاني من العام، والذي أظهر أن عدد المشتركين في خطة Premium قد ارتفع إلى 276 مليون مستخدم، بزيادة ملحوظة مقارنة بالربع السابق. 

ورغم هذا النمو، لم تتمكن الشركة من تحقيق توقعاتها الربحية، حيث جاءت الإيرادات أقل من المتوقع بفارق يُقدّر بنحو 100 مليون دولار، ما دفعها لتعزيز استراتيجياتها المتعلقة بالإيرادات المباشرة.

ويبدو أن سبوتيفاي تسعى من خلال هذه الزيادات إلى تقليص الفجوة بين نمو المستخدمين وتحقيق الأرباح، في ظل التكاليف التشغيلية المتزايدة وتوسّع الاستثمار في مجالات أخرى مثل البودكاست والذكاء الاصطناعي الموسيقي. 

ومع أن الشركة تُعدّ رائدة في سوق البث الصوتي عالميًا، إلا أن الضغوط المالية والإدارية تدفعها نحو قرارات أكثر جرأة للحفاظ على استدامة أعمالها.

ردود فعل متوقعة

في الوقت الذي يرى فيه البعض أن الزيادة متواضعة ومقبولة نسبيًا، يتخوّف عدد من المستخدمين من أن تتحوّل هذه الزيادات إلى نمط دوري يثقل كاهل المشتركين، خاصة في الدول ذات الدخل المتوسط. 

وقد أشارت تحليلات إلى أن بعض المستخدمين قد يتجهون إلى إلغاء اشتراكاتهم أو التوجّه نحو بدائل أرخص، خصوصًا في أسواق تتوفر فيها خدمات منافسة بأسعار أقل.

ورغم أن سبوتيفاي تبرّر زياداتها بالحاجة إلى دعم تطوير الخدمة وتحسين تجربة الاستخدام، إلا أن الشفافية في الإعلان عن تفاصيل الزيادة وموعد تطبيقها تبقى محل جدل، لا سيما في الدول التي لم تُفصح الشركة عن إدراجها ضمن خطة التعديل.

من جانب آخر، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الزيادات ستشمل المستخدمين الجدد فقط أم أنها ستطبّق أيضًا على المشتركين الحاليين دون استثناء، وهو ما ستكشفه الأسابيع القادمة مع بدء تفعيل القرار تدريجيًا في الأسواق المُستهدفة.