الأربعاء، 13 أغسطس 2025

12:49 ص

tru

تصاعد الحرب الإلكترونية بين إيران وإسرائيل رغم توقف القتال

إيران وإسرائيل

إيران وإسرائيل

ياسين عبد العزيز

A A

تشهد المواجهة بين إيران وإسرائيل فصلًا جديدًا، لكن هذه المرة بعيدًا عن ساحات المعارك التقليدية، حيث أفادت تقارير أمنية بارتفاع وتيرة الهجمات السيبرانية المتبادلة بين الطرفين، رغم توقف العمليات العسكرية في يونيو الماضي بعد 12 يومًا من القتال، وفق ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. 

هذه المواجهة الخفية تبدو وكأنها امتداد طبيعي للصراع القائم، إذ يستخدم كلا الطرفين الفضاء الرقمي كساحة بديلة لتصفية الحسابات.

رسائل خبيثة

في أعقاب الهجوم الجوي المفاجئ الذي شنته إسرائيل على إيران، تلقى مسؤولون إسرائيليون سيلًا من الرسائل النصية المشبوهة، تحوي روابط ضارة يُشتبه في أن إيران أرسلتها، في إطار حرب إلكترونية سرية مستمرة منذ سنوات، لكنها تصاعدت بحدة مع التوتر العسكري الأخير. 

وبحسب شركة "Check Point" للأمن السيبراني، فقد شملت الهجمات اختراق منصة إيرانية للعملات المشفرة، إضافة إلى عمليات تصيّد موجهة لشخصيات إسرائيلية بارزة بانتحال هويات دبلوماسيين.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن هذه الهجمات لم تتوقف رغم توقف القتال ميدانيًا، فيما أوضح بواز دوليف، الرئيس التنفيذي لشركة "ClearSky"، أن مجموعات موالية لإيران حاولت استغلال ثغرة أمنية جديدة في برمجيات خوادم مايكروسوفت لاستهداف شركات إسرائيلية.

الهجمات السيبرانية

تاريخ طويل

الهجمات الإلكترونية بين الطرفين ليست وليدة اللحظة، إذ يعود سجلها إلى عام 2010 مع هجوم "Stuxnet" الذي دمّر أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية، ويُعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا وراءه، مقابل هجمات إيرانية استهدفت البنية التحتية للمياه في إسرائيل عام 2020.

وخلال الحرب الأخيرة، أعلن وزير الاتصالات الإيراني ستار هاشمي أن بلاده تعرضت لأكثر من 20 ألف هجوم سيبراني، واصفًا إياها بأنها الأوسع في تاريخ إيران، حيث شملت تعطيل أنظمة الدفاع الجوي بالتزامن مع انطلاق الضربات الإسرائيلية في 13 يونيو، إضافة إلى حملة تجسس إلكتروني مكّنت إسرائيل من جمع معلومات دقيقة عن علماء ومسؤولين عسكريين إيرانيين، مما ساعدها في تصفية أكثر من عشرة منهم.

أهداف اقتصادية

الهجمات لم تقتصر على الجانب العسكري، إذ استهدفت مجموعة "غنجشكه درنده" المرتبطة بإسرائيل منصة "Nobitex" الإيرانية للعملات المشفرة، ما أدى إلى خسارة 90 مليون دولار من محافظ رقمية بلا مفاتيح وصول، متهمة المنصة بخدمة النظام الإيراني، وهو ما نفته المنصة. 

كما تعرض بنكا "سبه" الحكومي و"باسارغاد" الخاص لهجمات عطلت مراكز بياناتهما الأساسية والاحتياطية.

في المقابل، شنت مجموعات مرتبطة بإيران هجمات "اختراق وتسريب" استهدفت نحو 50 شركة إسرائيلية، وزرعت برمجيات خبيثة لتدمير الأنظمة، مركزة على شركات صغيرة ضمن سلاسل التوريد، بما فيها شركات لوجستية وطاقة وموارد بشرية، مع تسريب آلاف السير الذاتية لأشخاص عملوا في قطاعي الدفاع والأمن. 

كما أرسلت رسائل مزيفة باسم نظام القيادة الداخلية الإسرائيلي لحث المواطنين على عدم دخول الملاجئ، وحاولت اختراق كاميرات المراقبة لرصد مواقع سقوط الصواريخ.

وفي إيران، أثارت هذه الاختراقات قلقًا واسعًا، ودعا النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف إلى وضع خطة عاجلة لتعزيز القدرات السيبرانية، بينما أقر مسؤولون سابقون بوجود ثغرات ناجمة عن مركزية تخزين البيانات، ما سهّل عمليات الاختراق وتسريب المعلومات.

ويرى خبراء أن الفضاء السيبراني سيظل ساحة مفتوحة للصراع بين الطرفين، إذ يوفر وسيلة رد أقل تكلفة من الحرب المباشرة، ويسمح للطرفين بممارسة الضغط دون تجاوز الخطوط الحمراء سياسيًا، خصوصًا في ظل ضغوط أمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب الذي توسط لوقف إطلاق النار، لعدم استئناف المواجهات العسكرية. 

ومع غياب القوانين الواضحة التي تنظم هذه المعارك الرقمية، يبقى خطر التصعيد السيبراني حاضرًا في أي لحظة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً