إطلاق GPT-5 يثير جدلًا واسعًا بين الخبراء والمستخدمين

بعد أكثر من عامين من العمل المستمر، أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق نموذجها اللغوي الجديد GPT-5 الذي يشغّل روبوت المحادثة الشهير ChatGPT، ليصبح الحدث الأبرز في عالم الذكاء الاصطناعي خلال الأسابيع الأخيرة.

وقد جاء هذا الإعلان وسط تباين كبير في ردود الفعل، بين إشادة بالتحسينات الملموسة وانتقادات اعتبرت الترقية أقل من الطموحات الكبيرة التي سبقت الإطلاق.

تحسينات تقنية

وفقًا لاختبارات معيارية واسعة، قدّم GPT-5 أداءً أفضل في مجالات متعددة، أبرزها البرمجة، والاستدلال المنطقي، وتقليل معدلات “الهلاوس” أو الأخطاء الناتجة عن توليد المعلومات، كما شهدت تكلفة استخدامه انخفاضًا ملحوظًا مع إتاحته مجانًا لمستخدمي ChatGPT، وهو ما رحّب به مطورون حول العالم باعتباره خطوة تعزز الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خاصة للشركات الناشئة والمبرمجين المستقلين، في وقت تتزايد فيه المنافسة بين كبرى شركات التقنية.

انتقادات ومقارنات

على الرغم من هذه التحسينات، أبدى بعض المستخدمين الأوائل خيبة أمل من أداء GPT-5 في مجالات مثل الكتابة الإبداعية، معتبرين أن الفجوة بينه وبين نماذج منافسة مثل تلك التي تقدمها جوجل أو أنثروبيك لم تُغلق بالشكل المأمول.

كما أشارت تقارير إلى أن نموذج Grok 4 Heavy من شركة xAI التابعة لإيلون ماسك يتفوق على GPT-5 في بعض اختبارات الاستدلال والمعرفة، ما أعاد الجدل حول موقع OpenAI في سباق الذكاء الاصطناعي المتسارع.

تأثير اقتصادي

الإصدار الجديد اعتبره بعض الخبراء “تطوريًا أكثر من كونه ثوريًا”، مؤكدين أنه ليس قفزة نوعية نحو ذكاء اصطناعي أقرب للبشر، وهو ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، عندما صرّح أن GPT-5 ليس “ذكاءً اصطناعيًا عامًا” (AGI) بالمفهوم المتفق عليه، بل “تحسّن هائل” مقارنة بالإصدارات السابقة.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه أسواق المال طفرة لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تضاعفت القيمة السوقية لسبع شركات رائدة — من بينها مايكروسوفت وآبل وإنفيديا — منذ إطلاق ChatGPT في أواخر 2022.

كما تجري OpenAI مفاوضات لبيع أسهم بتقييم قد يصل إلى 500 مليار دولار، ارتفاعًا من 300 مليار في مارس الماضي، ما يعكس الثقة الاستثمارية في مستقبل الشركة رغم الجدل حول أحدث منتجاتها.