السبت، 13 سبتمبر 2025

07:43 ص

tru

اتفاق غير مسبوق يعيد رقاقات إنفيديا وAMD إلى السوق الصينية

إنفيديا

إنفيديا

ياسين عبد العزيز

A A

توصلت شركتا إنفيديا وAMD إلى اتفاق مع الحكومة الأمريكية يسمح لهما باستئناف تصدير رقاقاتهما المتطورة إلى الصين، مقابل دفع 15% من إيراداتهما من المبيعات هناك كرسوم خاصة، وذلك ضمن تراخيص تصدير استثنائية، وسط أجواء من التوتر التجاري المستمر بين واشنطن وبكين. 

هذه الصفقة تمثل تحولًا مهمًا في مسار الحرب التقنية بين القوتين الاقتصاديتين، وتعيد فتح سوق تُعد من الأكبر والأكثر تنافسية في العالم أمام الشركتين.

خلفية الحظر

يأتي هذا الاتفاق بعد حظر أمريكي سابق على بيع الرقاقات عالية القدرة إلى الصين، خاصة تلك المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بدعوى حماية الأمن القومي. 

وكان خبراء أمنيون أمريكيون قد أعربوا عن مخاوفهم من أن شريحة H20 التي تنتجها إنفيديا قد تسرع بشكل كبير قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لاسيما في التطبيقات العسكرية. 

وبموجب الصفقة الجديدة، ستدفع إنفيديا 15% من إيرادات مبيعات H20 في الصين إلى الحكومة الأمريكية، بينما ستدفع AMD النسبة ذاتها من مبيعات شريحتها MI308.

هذا التطور يأتي بعد أن كانت إدارة ترامب قد منعت بيع شريحة H20 في أبريل الماضي، رغم أنها صُممت خصيصًا للسوق الصينية لتجاوز القيود التي فرضتها إدارة بايدن عام 2023، وهو ما يعكس مرونة جديدة في السياسات التجارية مع الحفاظ على الضوابط الأمنية.

إنفيديا

انفراج نسبي

الاتفاق يعكس حالة انفراج نسبي في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث اتخذت بكين وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة خطوات متبادلة لخفض حدة التوتر، من بينها تخفيف الصين قيودها على صادرات المعادن النادرة، ورفع الولايات المتحدة بعض القيود عن شركات برمجيات تصميم الرقاقات الصينية. 

كما شهد مايو الماضي اتفاق الطرفين على هدنة جمركية مدتها 90 يومًا، وهو ما مهد الطريق للتوصل إلى هذه الصفقة.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تشير إلى رغبة الجانبين في إيجاد أرضية مشتركة للتعاون، ولو بشكل محدود، في ظل إدراكهما أن استمرار القيود الصارمة قد يضر بمصالحهما الاقتصادية على المدى الطويل.

ضغوط مالية

ورغم أن الاتفاق يفتح الباب أمام استئناف المبيعات، فإنه يفرض ضغوطًا مالية ملحوظة على إنفيديا وAMD، إذ تمثل السوق الصينية نسبة مهمة من إيراداتهما العالمية. 

ومع اضطرارهما لدفع 15% من العائدات للحكومة الأمريكية، قد تتأثر هوامش أرباحهما، لكن في المقابل، فإن الحفاظ على التواجد في السوق الصينية يظل خيارًا أكثر جدوى من الانسحاب الكامل.

كما يرى خبراء أن هذه الصفقة تعكس الثمن الباهظ للوصول إلى السوق الصينية في ظل اشتداد المنافسة على الريادة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة، خاصة أن الصين تواصل الاستثمار بكثافة في هذه القطاعات لتعزيز استقلالها التكنولوجي.

ويبدو أن الاتفاق، رغم طبيعته المؤقتة، قد يكون نموذجًا لتسويات مماثلة مستقبلاً، حيث تسعى الشركات الأمريكية إلى الحفاظ على أسواقها الخارجية مع الالتزام بالقوانين المحلية، فيما تحاول واشنطن الموازنة بين متطلبات الأمن القومي والمصالح التجارية الكبرى.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً