إطلاق أول قطار أوروبي ذاتي القيادة في بيئة مفتوحة

أعلنت شركة AZD التشيكية عن بدء تشغيل أول قطار ذاتي القيادة في أوروبا يعمل في بيئة مفتوحة بالكامل، وذلك على خط يمتد لمسافة 15 ميلًا بين مدينتين في جمهورية التشيك ويمر عبر تقاطعات ومسارات غير مسيجة، ليشكل خطوة متقدمة مقارنة بمعظم التجارب السابقة التي اعتمدت مسارات معزولة.

بداية المشروع

استحوذت الشركة عام 2016 على خط سكة حديد ظل مهملًا لست سنوات، ثم قامت بتجديده وتحويله إلى منصة لاختبار قطار مكوّن من عربة ديزل معدلة تحمل اسم "إيديتا" ومقطورة ركاب، وتم تزويد القطار بكاميرات عالية الدقة وأجهزة ليدار ونظام تحديد المواقع GPS وتقنيات مسح محيط لحظية، وذلك بهدف تعزيز الأمان وضمان كفاءة التشغيل.

إشراف مبدئي

تفرض القوانين الحالية وجود سائق في غرفة التحكم لمراقبة حركة القطار والتدخل عند الضرورة، حيث يجري تشغيله لنقل الركاب خلال عطلات نهاية الأسبوع والفعاليات الخاصة، ومنذ بدء التشغيل التجريبي في أبريل الماضي، قطع القطار أكثر من 1060 ميلًا، مما وفر بيانات عملية لدعم عملية الأتمتة الكاملة.

مواقف على السكة

واجه المشروع مواقف غير متوقعة خلال التشغيل، من أبرزها توقف القطار أمام قطيع من الأغنام يعبر السكة، وهو ما أظهر التحديات التي يفرضها العمل في بيئة مفتوحة بعيدة عن القيود التقليدية لمسارات الاختبار المغلقة.

استثمرت الشركة 15 مليون دولار في المشروع، من بينها 5 ملايين دولار تمويلًا من الاتحاد الأوروبي، مع خطة للوصول إلى المستوى التشغيلي GoA4 الذي يتيح تشغيل القطار بالكامل دون أي تدخل بشري، وهو ما قد يقلل التكاليف التشغيلية ويزيد الاعتماد على هذه التقنية في المستقبل.

تؤكد الشركة أن نجاح المشروع قد يفتح الباب لإعادة تشغيل خطوط سكك حديدية أُغلقت منذ عقود بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث يمكن أن يمثل هذا الحل خيارًا اقتصاديًا أكثر فعالية من مشاريع سيارات الأجرة ذاتية القيادة، والتي تشير تقديرات HSBC إلى أنها قد تحتاج نحو ثماني سنوات لتحقيق التعادل المالي.