أنثروبيك توسع ميزة التعلم في Claude لجميع المستخدمين

أتاحت شركة أنثروبيك ميزة وضع التعلم في روبوتها الذكي Claude أمام جميع المستخدمين والمطورين، بعد أن كانت مقتصرة منذ إطلاقها في أبريل الماضي على خطة Claude for Education، وتأتي هذه الخطوة في سياق توجه متنامٍ لدى شركات الذكاء الاصطناعي لتضمين خصائص تعليمية وتفاعلية أعمق ضمن أدواتها الرقمية.

يتيح وضع التعلم الجديد أسلوباً سقراطياً يعتمد على توجيه المستخدم لاكتشاف الإجابة بنفسه بدلاً من تلقيها جاهزة، حيث يمكن تشغيل الميزة أو تعطيلها من خلال قائمة الأنماط في منصة Claude.ai، كما يمكن استخدامها في مختلف المهام التعليمية والبرمجية لتشجيع التفكير النقدي وبناء معرفة أعمق.

وضع تفاعلي

أوضحت أنثروبيك أن وضع التعلم يشجع على التفاعل عبر الحوار الموجه، إذ يطرح Claude أسئلة متسلسلة تحفز المستخدم على التفكير والبحث قبل الوصول إلى الحل النهائي، وهو ما يساعد على ترسيخ المعرفة ويقلل من الاعتماد المفرط على الأجوبة المباشرة، كما يشكل بديلاً متقدماً للطرق التقليدية في استخدام روبوتات الدردشة.

وبحسب الشركة فإن الميزة الجديدة تحاكي خطوة مشابهة قامت بها OpenAI عبر وضع الدراسة في منصتها، غير أن أنثروبيك حرصت على توسيع نطاق الاستخدام ليشمل المطورين بجانب الطلاب، الأمر الذي يمنحها بعداً عملياً يتجاوز التعليم الأكاديمي إلى التدريب المهني.

أدوات للمبرمجين

إلى جانب الفوائد التعليمية العامة، تم دمج الميزة ضمن قسم Claude Code المخصص للمطورين، حيث يتوفر وضعان مختلفان يخدمان احتياجات المبرمجين، الأول هو الوضع التفسيري الذي يقدم شروحات مبسطة لآلية اتخاذ القرارات البرمجية، مما يسمح بفهم خطوات العمل بشكل متدرج وواضح، أما الوضع الثاني فيمثل نسخة تفاعلية من وضع التعلم، إذ يتوقف Claude أحياناً عن استكمال الشفرة ويضع تعليق “#TODO” ليحث المستخدم على إكمال الجزء الناقص بنفسه.

يسهم هذا النهج في تنمية المهارات العملية للمبرمجين عبر إشراكهم في صياغة الحلول بدلاً من الاكتفاء باستلامها كاملة، وهو ما يعزز القدرة على التفكير البرمجي وتطوير مهارات حل المشكلات في بيئات العمل الواقعية.

استجابة لمخاوف

درو بنت، رئيس قسم التعليم في أنثروبيك، أكد أن طرح الميزة جاء استجابة لملاحظات من طلاب جامعيين أبدوا قلقهم من ظاهرة وصفوها بـ“ضمور العقل” نتيجة نسخ المحتوى من روبوتات الدردشة دون استيعاب، وأوضح أن الشركة رأت ضرورة إدخال آليات تعليمية جديدة تمنع هذا النمط السلبي وتساعد على بناء استقلالية فكرية أكبر.

وأضاف بنت أن الهدف الأساسي يتمثل في دعم جميع فئات المستخدمين، من المبتدئين إلى المحترفين، في تطوير قدراتهم على التحليل والتقييم، بما يجعلهم قادرين على إدارة مشاريع برمجية معقدة وفهم جودة الأكواد بعمق، وهو ما يفتح الباب أمام توظيف Claude كأداة تعليمية ومهنية على حد سواء.

مع هذا التوسع، تسعى أنثروبيك لترسيخ موقعها في سوق الذكاء الاصطناعي عبر تقديم أدوات تعزز الفهم والإبداع بدلاً من الاقتصار على سرعة الإنجاز، وهو ما يضعها في منافسة مباشرة مع منصات أخرى تقدم حلولاً تعليمية مماثلة ولكن دون دمج العمق التفاعلي الذي باتت تركز عليه.