فجوة متنامية في بطاريات الهواتف الرائدة لعام 2026

تتسارع وتيرة المنافسة بين شركات الهواتف الذكية الرائدة في العالم، حيث باتت سعة البطاريات أحد أبرز عناصر التفوق التي تستهدفها العلامات التجارية الكبرى.

ومع اقتراب عام 2026 تبدو الفوارق بين الشركات أكثر وضوحًا، خصوصًا بين سامسونج وسلسلة Galaxy S القادمة من جهة، ومنافسيها من الشركات الصينية مثل شاومي وڤيفو وأوبو من جهة أخرى، حيث تشير التسريبات المبكرة إلى اختلافات كبيرة في سعات البطاريات قد تعيد رسم خريطة المنافسة.

فقد أظهرت التسريبات الحديثة أن هاتف Galaxy S26 حصل بالفعل على أول شهادة اعتماد رسمية في الصين، وهو ما يمنح المتابعين لمحة عن توجهات سامسونج المقبلة، إذ يتوقع أن يأتي الجهاز برقم الطراز SM-S9420 مع شاشة قياس 6.27 بوصة، فيما سيزود ببطارية سعة 4,300 مللي أمبير، أي ما يعادل سعة صافية تصل إلى 4,175 مللي أمبير، وبذلك تسجل الشركة زيادة قدرها 300 مللي أمبير مقارنة بالجيل السابق Galaxy S25 الذي حمل بطارية 4,000 مللي أمبير.

بطارية متواضعة

ورغم أن هذه الترقية قد تبدو إيجابية، إلا أن مقارنتها مع المنافسين تكشف عن فجوة ملحوظة، فشاومي قدمت في هاتفها Xiaomi 15 بطارية بسعة 5,240 مللي أمبير، ما يعني أن الزيادة لدى سامسونج تبقى متواضعة، خصوصًا مع ما يتردد من أن الجيل الجديد Xiaomi 16 سيأتي ببطارية قد تصل إلى 7,000 مللي أمبير، وهي قفزة هائلة بالمقارنة مع عروض سامسونج.

ويتوقع أن يكون هاتف شاومي الجديد وأجهزة أخرى مثل Vivo X300 وOppo Find X9 من أوائل الهواتف الرائدة المزودة ببطاريات ضخمة، مع الحفاظ على حجم شاشة مدمج يصل إلى 6.3 بوصة فقط، ما يجعلها تحقق معادلة مثالية بين الأداء القوي وحجم البطارية الكبير.

منافسة صينية

وبالنظر إلى الأجهزة الأكبر حجمًا، مثل Xiaomi 16 Pro Max وVivo X300 Pro وOppo Find X9 Pro، فإنها ستأتي وفقًا للتقارير بشاشات يتراوح قياسها بين 6.7 و6.9 بوصة، مع بطاريات بسعات أعلى بكثير، وهو ما يعزز صورة الشركات الصينية كمبتكر رئيسي في سوق البطاريات، ويزيد الضغوط على سامسونج التي ما زالت تتبنى سياسة متحفظة فيما يخص زيادة السعة.

هذا التوجه يجعل المحللين يرون أن الفارق في تجربة المستخدم قد يكون ملموسًا بشكل أكبر في الجيل المقبل، حيث يمنح اعتماد بطاريات بسعات تصل إلى 7,000 مللي أمبير المستخدمين أوقات تشغيل أطول بمراحل، الأمر الذي قد يغير موازين السوق ويؤثر في اختيارات المستهلكين حول العالم.

شحن أسرع

ورغم هذه الفجوة، فإن سامسونج تعمل على تحسين جانب آخر لا يقل أهمية، حيث تشير التسريبات إلى أن Galaxy S26 Ultra سيحصل على ترقية في سرعة الشحن السريع لتصل إلى 60 واط بدلًا من الحد الأقصى السابق البالغ 45 واط، وهو ما تم تأكيده في نسخة مبكرة من واجهة One UI 8، ما يعني أن الشركة تحاول تعويض بعض النقص في سعة البطارية من خلال تسريع زمن إعادة الشحن.

ويرى محللون أن هذا التوجه يعكس فلسفة سامسونج في الحفاظ على توازن بين حجم البطارية وخواص السلامة، إذ لا تزال الشركة متحفظة تجاه اعتماد بطاريات أكبر بكثير نظرًا للتجارب السابقة في السوق مع مشاكل ارتفاع الحرارة والانفجارات، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في التخلي عن ميزة المنافسة، لذلك تميل إلى تحسين تقنيات الشحن إلى جانب تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المعالج والشاشة.

وفي ضوء هذه التطورات، تبدو المنافسة في سوق الهواتف الرائدة لعام 2026 مفتوحة على احتمالات عدة، حيث تراهن الشركات الصينية على سعة البطارية الهائلة كعنصر تفوق أساسي، بينما تحاول سامسونج تقديم حلول أكثر توازنًا تعتمد على مزيج من التحسينات في الشحن وإدارة الطاقة، ما يجعل المستخدم النهائي المستفيد الأول من هذا السباق التقني الذي يزداد سخونة مع اقتراب موعد الإطلاق.