نفيديا: القيود الأمريكية على H20 لم توقف تقدم الصين

أكدت شركة نفيديا أن القيود الأمريكية على تصدير معالجات H20 المخصصة لمراكز البيانات لم تنجح في إبطاء التقدم الصيني بمجال الذكاء الاصطناعي، بل انعكست سلباً على النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي للولايات المتحدة، وفق ما ورد في مقال رأي للخبير آرون جين، المؤسس المشارك لشركة Hydra Host، والذي أعادت نفيديا نشره عبر منصتها الرسمية، مشيرة إلى أن السياسات الحالية عطلت مسار القيادة الأمريكية في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

استمرار التقدم

وأوضح جين أن التوقف عن تصدير معالجات H20 بين أبريل ويوليو 2025 لم يمنع الصين من تحقيق تقدم ملموس، حيث ظل الطلب المحلي على هذه الشرائح مرتفعاً، في الوقت الذي نشطت فيه الأسواق الرمادية لتأمين تدفقات غير رسمية من معالجات نفيديا المتقدمة إلى الداخل الصيني، وهو ما كشف محدودية تأثير القيود، بل وأظهر أن الإجراءات العقابية الأمريكية لم تكن بالصرامة الكافية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

بدائل صينية

وأشار جين إلى أن التطورات الأخيرة في شركات مثل Z.AI، والتكرار المتسارع لإصدارات DeepSeek، تثبت أن الصين لا تعتمد بشكل حصري على معالجات H20، بل تعمل على تطوير بدائل خاصة بها أو الاعتماد على منصات أخرى تتيح استمرار النمو في قطاع الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن مسار التقدم لم يتوقف، بل استمر بغض النظر عن السياسات الأمريكية، وهو ما يعكس مرونة المنظومة الصينية وقدرتها على الالتفاف حول القيود المفروضة.

قوة المنصة

وأضاف جين أن القيمة الحقيقية لنفيديا لا تكمن في أي شريحة مفردة، وإنما في المنصة المتكاملة التي تشمل حزمة البرمجيات CUDA، والأدوات المصاحبة المرتبطة بخارطة طريق الأجهزة، موضحاً أن أي معالج رسوميات من نفيديا يظل شريحة باهظة الثمن ذات استخدام محدود إذا لم يقترن بالبنية الكاملة التي طورتها الشركة على مدى سنوات طويلة من العمل في مجال الهندسة والبرامج الثابتة والسائقين ودعم المطورين، وهو ما يمنحها تفوقاً يصعب تجاوزه بمجرد التقليد أو الهندسة العكسية.

كما لفت إلى تقارير تفيد بأن المشترين الصينيين تمكنوا من إدخال ما يقارب مليار دولار من معالجات نفيديا بشكل غير رسمي خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، الأمر الذي يعكس ضعف منظومة الرقابة ويكشف عن تغذية غير مباشرة للأسواق الموازية نتيجة القيود المفروضة.

من جانبه، اعتبر جين أن قاعدة "الانتشار" الملغاة، والتي كانت تضع دولاً أوروبية مثل البرتغال وسويسرا في نفس الفئة مع مناطق نزاع مثل اليمن وأوكرانيا، قد ساهمت في إضعاف القوة الناعمة الأمريكية وتقليص نفوذها الاقتصادي على الساحة العالمية، مؤكداً أن السياسات غير الدقيقة أحياناً تأتي بنتائج عكسية تفقد الولايات المتحدة مكانتها الريادية.

وختمت نفيديا موقفها بالتأكيد على أن الحفاظ على الانتشار العالمي لمنصتها المتكاملة يمثل استراتيجية أساسية لاستمرار ريادة الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مشددة على أن مستقبل المنافسة في الذكاء الاصطناعي لا يُحسم بمجرد منع شريحة من الوصول إلى سوق معين، بل في الحفاظ على منظومة متكاملة تجمع بين العتاد والبرمجيات والبحث العلمي المتواصل.