اعتصام في مايكروسوفت احتجاجًا على التعاون مع إسرائيل

مايكروسوفت
ياسين عبد العزيز
شهد مقر شركة مايكروسوفت الرئيسي في مدينة ريدموند بولاية واشنطن اعتصامًا لعدد من الموظفين، احتجاجًا على استمرار تعامل الشركة مع الحكومة والجيش الإسرائيلي في ظل الحرب الجارية على غزة، حيث نصب المحتجون خيامًا في الساحة الواسعة للمقر الذي يمتد على مساحة 500 فدان، مطالبين الإدارة بفتح حوار مباشر معهم لمناقشة هذه القضية المثيرة للجدل، وفق ما أوردته تقارير إعلامية أمريكية.
الاعتصام جاء بدعوة من مجموعة موظفين تُعرف باسم “لا لآزور للفصل العنصري – No Azure for Apartheid”، والتي تنشط منذ أكثر من عام في الضغط على الشركة لوقف تزويد إسرائيل بخدمات الحوسبة السحابية عبر منصتها “آزور Azure”، معتبرين أن هذه الخدمات تُستخدم في عمليات تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين في قطاع غزة، ما يجعل الشركة – بحسب تعبيرهم – شريكًا مباشرًا في المأساة الإنسانية هناك.
بيان مطول
المجموعة أصدرت بيانًا مطولًا تجاوز 3,300 كلمة، عرضت فيه تفاصيل مطالبها وأسباب رفضها استمرار التعاون مع إسرائيل، حيث دعت مايكروسوفت إلى إنهاء جميع الشراكات التي تربطها بالجيش والحكومة الإسرائيلية.
كما أكدت أن استمرار تقديم الدعم التكنولوجي يسهم في تعزيز قدرات الاحتلال على مراقبة الفلسطينيين وإدارة حملات عسكرية ضدهم، وهو ما يتعارض مع القيم الإنسانية التي تزعم الشركة الدفاع عنها.

البيان أشار أيضًا إلى أن بعض موظفي مايكروسوفت الذين شاركوا في الحملة السابقة تم فصلهم من العمل بدعوى تنظيم فعاليات غير مصرح بها وتعطيل كلمات لمسؤولين تنفيذيين، وهو ما اعتبرته المجموعة محاولة لإسكات الأصوات المعارضة داخل الشركة.
وقد وصفت نسرين جرادات، إحدى الموظفات البارزات في الحركة، الشركة بأنها “أكبر المتواطئين رقميًا” في ما سمته الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة.
رد الشركة
وفي مواجهة هذه الاتهامات، كانت مايكروسوفت قد نشرت في مايو الماضي بيانًا رسميًا نفت فيه وجود أي دليل على أن تقنيات Azure أو أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لها قد استُخدمت في استهداف المدنيين أو إلحاق الضرر بهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدة التزامها بالمعايير الأخلاقية في إدارة منتجاتها وخدماتها.
إلا أن الشركة وجدت نفسها مجددًا تحت ضغط متزايد بعد تقارير إعلامية حديثة كشفت عن قيام إسرائيل بتسجيل ملايين المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية منذ عام 2022، وتخزينها ضمن برنامج مراقبة موسّع بالاعتماد على خوادم “آزور”.
وعلى إثر ذلك، أعلنت مايكروسوفت هذا الشهر تكليف مكتب محاماة خارجي بإجراء مراجعة إضافية للتأكد من مدى التزامها بالقوانين والمعايير الدولية.
تأثر جامعي
خطوة موظفي مايكروسوفت تعكس أيضًا تأثرهم بالموجة الواسعة من الاعتصامات التي اجتاحت أكثر من 100 جامعة أمريكية منذ اندلاع الحرب، حيث أقام طلاب في تلك الجامعات خيامًا للمطالبة بقطع الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل.
ويبدو أن الأسلوب ذاته أصبح مصدر إلهام للحركات العمالية داخل كبرى الشركات التكنولوجية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة من موظفيها المطالبين بمراجعة سياساتها في ما يتعلق بالشراكات الدولية المثيرة للجدل.
المراقبون يرون أن هذه التحركات تمثل تحديًا كبيرًا أمام شركات التكنولوجيا العملاقة التي أصبحت في مرمى الانتقادات، خاصة حين يتعلق الأمر باستخدام منتجاتها في نزاعات مسلحة أو أنشطة عسكرية، وهو ما يفرض عليها إعادة النظر في دورها ومسؤوليتها الأخلاقية في عالم يزداد ترابطًا عبر التكنولوجيا.
ويبدو أن اعتصام موظفي مايكروسوفت لن يكون الأخير من نوعه، خصوصًا في ظل تصاعد الوعي بين الموظفين بقدرتهم على ممارسة ضغط داخلي لإجبار إدارات الشركات على مراجعة سياساتها، الأمر الذي قد يشكل سابقة جديدة في علاقة القوى العاملة بالشركات التقنية العملاقة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً