تحذيرات متصاعدة من ثغرات خطيرة في ميزة Google AI Overviews

تشهد ميزة Google AI Overviews التي أطلقتها الشركة مؤخراً لتسهيل البحث وتقديم المعلومات بشكل أكثر سرعة ووضوحاً، حالة من الجدل المتصاعد بعد تقارير متعددة حول ظهور أرقام دعم عملاء احتيالية ضمن الملخصات التي يولدها الذكاء الاصطناعي. 

هذه الحوادث أثارت مخاوف واسعة بشأن أمان التجربة الجديدة، خصوصاً مع الانتشار السريع لهذه الميزة في نتائج البحث واعتماد الكثير من المستخدمين عليها بشكل يومي.

حوادث احتيال

في إحدى الحالات التي كشفت خطورة الموقف، ذكر مستخدم يدعى أليكس ريفلين أنه أثناء بحثه عن رقم خدمة النقل التابعة لشركة Royal Caribbean، عرضت له ميزة AI Overview رقماً بدا في الوهلة الأولى رسمياً، لكنه اكتشف بعد الاتصال به أن الجهة المتحدثة تطلب منه تفاصيل بطاقته البنكية لدفع رسوم النقل، ثم بدأت بالمطالبة برسوم إضافية ومزيد من البيانات الشخصية، الأمر الذي دفعه للتوقف عن المكالمة، غير أن الأضرار وقعت بالفعل، حيث تعرض لاحقاً لعمليات سحب غير مصرح بها من حسابه.

ولم تكن هذه الواقعة معزولة، إذ سجل مستخدم آخر على منصة Reddit حادثة مشابهة حينما اتصل برقم دعم مزيف ظهر له عبر Google AI Overviews باسم شركة الطيران Southwest Airlines، وهو ما أكد أن الأمر لا يقتصر على حالة فردية، بل يعكس ثغرة قد تستغلها جهات احتيالية بشكل متكرر.

تسرب الأرقام

تعتمد ميزة AI Overviews على تجميع المعلومات من مختلف صفحات الإنترنت، وهو ما يفتح المجال أمام المحتالين لزرع أرقام وهمية داخل مواقع تبدو موثوقة أو شبه رسمية. 

وعندما تلتقط خوارزميات جوجل هذه البيانات، يتم عرضها على شكل ملخصات سريعة للمستخدمين، مما يعطيها صبغة من المصداقية. 

وتزداد الخطورة عندما تظهر هذه الأرقام نفسها في نتائج تحقق لاحقة عبر البحث التقليدي، وهو ما يعقد مهمة التمييز بين المعلومات الصحيحة والزائفة.

وتشير تقارير تقنية إلى أن عمليات الاحتيال لم تعد تقتصر على صفحات مزيفة فحسب، بل تمتد أحياناً إلى استغلال تقنيات تحسين محركات البحث (SEO) للتلاعب بظهور المواقع الاحتيالية في نتائج البحث الأولى، مما يجعل إدراج هذه الأرقام داخل AI Overviews أمراً متوقعاً الحدوث.

انتشار مقلق

بحسب إحصائيات حديثة صادرة عن StatCounter، فإن أكثر من 25% من عمليات البحث داخل الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من عام 2025 تضمنت ملخصات AI Overviews. 

هذا الرقم يعكس مدى انتشار الميزة وتغلغلها في الاستخدام اليومي للملايين، لكنه في الوقت نفسه يمنح المحتالين فرصاً أوسع لاستغلال ثغراتها، فكلما زاد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تنظيم وإظهار النتائج، ازدادت احتمالات وقوع المستخدمين في فخاخ معلومات مزيفة، خصوصاً مع اعتماد الكثيرين على الملخصات دون التحقق من المصادر الرسمية.

حتى الآن، لم تعلن جوجل عن رد رسمي يوضح طبيعة المشكلة أو الخطوات المتخذة لمعالجتها، لكن خبراء الأمن السيبراني شددوا على ضرورة توخي الحذر، وأوصوا بعدم الاعتماد على الملخصات الذكية عند البحث عن أرقام خدمة العملاء أو بيانات الاتصال الرسمية، والاكتفاء بالمصادر الموثوقة مثل المواقع الرسمية للشركات أو الأدلة المعتمدة.

ومع التطور المتسارع في أساليب الاحتيال المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل تقليد الأصوات وإنشاء صفحات إلكترونية تحاكي الأصلية، بات لزاماً على المستخدمين اعتماد مبدأ التحقق المزدوج قبل التواصل مع أي رقم يظهر أمامهم، فهذه الخطوات الاحترازية البسيطة قد تساهم في تجنيبهم خسائر مالية أو تسريبات لمعلوماتهم الشخصية.

الخبراء يرون أن المشكلة الحالية ليست مجرد خطأ تقني، بل تمثل تحدياً متنامياً في كيفية إدارة منصات البحث للذكاء الاصطناعي وضبط معايير الأمان داخله. 

ومع تزايد الاعتماد على Google AI Overviews، فإن الحاجة إلى أنظمة تحقق أكثر صرامة أصبحت مطلباً أساسياً، ليس فقط لحماية المستخدمين، بل أيضاً للحفاظ على ثقة الجمهور في منتجات جوجل المستقبلية.