إنستجرام يختبر أداة جديدة لتعزيز الصداقات المشتركة

يواصل تطبيق إنستجرام تعزيز حضوره كمركز للتواصل الاجتماعي من خلال العمل على ميزة مبتكرة تحمل اسم "Picks" أو "الاختيارات"، وهي خاصية تهدف إلى ربط الأصدقاء الذين يتشاركون اهتمامات متشابهة. 

وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية المنصة لتقوية العلاقات بين المستخدمين، وتحويل عملية التصفح من مجرد مشاهدة عابرة للمحتوى إلى تجربة اجتماعية قائمة على الاهتمامات المتبادلة.

الميزة الجديدة لا تزال في مراحلها التجريبية المبكرة داخل الشركة، حيث تتيح للمستخدمين إدراج قوائم مفضلة تشمل الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب والألعاب، وحتى أنماط الموسيقى التي يفضلونها. 

وبناءً على هذه البيانات، يقوم التطبيق باقتراح أشخاص آخرين يملكون اهتمامات متقاربة، ما يفتح الباب أمام محادثات أكثر عفوية وصداقات قائمة على روابط حقيقية.

رؤية مستقبلية

إطلاق هذه الخاصية يتماشى مع الرؤية التي أعلنها رئيس إنستجرام، آدم موسيري، مطلع عام 2025، حيث أكد أن المنصة في طريقها لإعادة تعريف تجربة الاستخدام، من خلال جعل الرسائل والتفاعل جزءاً أكثر حيوية من يوميات الأفراد. 

ووفقاً لموسيري، فإن الهدف الأساسي هو الانتقال من مجرد استهلاك سريع للمحتوى إلى خلق أنشطة اجتماعية محفزة تعزز الروابط بين المستخدمين، وتمنحهم شعوراً أكبر بالانتماء والتفاعل.

ومن هذا المنطلق، فإن ميزة "الاختيارات" تبدو محاولة جادة لإعادة صياغة دور إنستجرام بعيداً عن كونه مجرد منصة عرض للصور والفيديو، نحو فضاء اجتماعي أوسع يركز على الاهتمامات والهوايات المشتركة.

ردود متباينة

ورغم أن الميزة قد تحمل وعوداً مشجعة للمستخدمين الباحثين عن بناء صداقات جديدة، إلا أنها واجهت منذ الإعلان عنها بعض ردود الفعل المتحفظة، فهناك من يرى أن التطبيق بات مزدحماً بعدد كبير من المزايا التي قد لا تخدم الغرض الأساسي، مشيرين إلى تجربة "خريطة إنستجرام" التي لم تحظَ بقبول واسع عند إطلاقها.

البعض يخشى أن يؤدي إدخال ميزة إضافية مثل "Picks" إلى تعقيد واجهة الاستخدام، وهو ما قد يصرف الانتباه عن بساطة التطبيق التي طالما كانت أحد أسباب نجاحه وانتشاره. 

كما يطرح آخرون تساؤلات حول مدى خصوصية البيانات التي سيشاركها المستخدمون ضمن قوائمهم الشخصية، وما إذا كانت ستُستغل في أغراض أخرى مثل الإعلانات الموجهة.

مستقبل غير محسوم

في حال قررت إنستجرام طرح هذه الميزة رسمياً، فإنها قد تشكل منعطفاً مهماً في تاريخ المنصة، خصوصاً إذا نجحت في تحقيق التوازن بين الجانب الترفيهي والتواصل المباشر، لكن في الوقت ذاته، يبقى الغموض قائماً بشأن خطط الشركة النهائية، حيث أن المرحلة الحالية ما زالت تجريبية وقد تشهد تعديلات كبيرة قبل الإطلاق.

ورغم كل الانتقادات، يرى مراقبون أن الفكرة تحمل جانباً إيجابياً قد يساهم في تجديد تجربة إنستجرام وتوسيع نطاق استخدامه، إذ تمنح المستخدمين أداة تساعدهم على التعبير عن اهتماماتهم بشكل أوضح، وتسهّل عليهم الوصول إلى أصدقاء يشتركون في نفس التفضيلات.