شاومي تعلن عن خطط واضحة لإطلاق سياراتها الكهربائية في أوروبا عام 2027

منذ دخولها قطاع السيارات الكهربائية قبل عامين فقط، تمكنت شركة شاومي من تحقيق حضور سريع في السوق، إذ سجلت مبيعات وصلت إلى مئات الآلاف من الوحدات، وهو رقم يبرز انتقال الشركة من مجال الهواتف الذكية والأجهزة الذكية المنزلية إلى صناعة السيارات بخطوات ثابتة.

وتشير تقارير اقتصادية إلى أن شاومي تتوقع الوصول إلى مرحلة الربحية في قطاع السيارات بحلول نهاية عام 2025، مما يعزز ثقة المستثمرين بقدرتها على المنافسة في سوق عالمي شديد التنافس. 

ويأتي هذا التوجه في ظل تزايد اهتمام المستهلكين بالسيارات الكهربائية داخل الصين وخارجها، ما يجعل توسع الشركة في الأسواق الخارجية مسارًا منطقيًا.

توسع أوروبي

أعلنت شاومي رسميًا أنها تخطط لإطلاق سياراتها الكهربائية في السوق الأوروبية بحلول عام 2027، وهو موعد يعتبره محللون مهمًا للغاية، خاصة أن أوروبا تضم علامات سيارات تقليدية راسخة مثل فولكسفاغن وفيات، إضافة إلى حضور قوي لشركات ناشئة مثل تسلا. 

ويرى مختصون أن طراز SU7 من شاومي قد يشكل منافسًا مباشرًا لتسلا Model Y التي تسيطر على شريحة كبيرة من المستهلكين الأوروبيين الباحثين عن سيارات كهربائية متوسطة الحجم.

هذا التوجه يمثل خطوة استراتيجية تعكس طموح الشركة لمغادرة إطارها المحلي في الصين، حيث تحظى بنجاح كبير، والتوجه إلى أسواق أكثر تحديًا من الناحية التقنية والتنظيمية.

تحديات محلية

ورغم نجاحها اللافت في السوق الصينية، إلا أن شاومي ما زالت تواجه تحديات تتعلق بتلبية الطلب المرتفع على طرازها الثاني YU7، حيث أشارت تقارير إلى أن الشركة طلبت من بعض عملائها التفكير في شراء سيارات تسلا كخيار بديل مؤقت. 

وتوضح هذه الخطوة أن الشركة تسعى للتعامل بواقعية مع قدراتها الإنتاجية الحالية، مع التعهد برفع مستوى الطاقة التصنيعية خلال السنوات المقبلة لتلبية الطلب المتزايد.

كما أن دخول السوق الأوروبية يفرض عليها التعامل مع معايير بيئية وتنظيمية صارمة، الأمر الذي يتطلب استثمارات إضافية في خطوط الإنتاج والتطوير التكنولوجي.

رهان استراتيجي

يرى محللون أن قرار شاومي بالتوجه إلى أوروبا في عام 2027 يعكس إستراتيجية مدروسة تقوم على تعزيز وجودها أولًا في السوق الصينية وضمان قدرتها الإنتاجية قبل الانفتاح على أسواق أكثر تعقيدًا. 

كما أن اختيار أوروبا يعكس رغبة الشركة في منافسة علامات بارزة على أرضها، بدل الاكتفاء بالأسواق الناشئة الأقل تنافسية.

ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في دفع عجلة المنافسة داخل سوق السيارات الكهربائية الأوروبية، خاصة مع دخول لاعبين جدد من آسيا، مما يزيد من خيارات المستهلك ويخفض الأسعار تدريجيًا.

ويؤكد خبراء أن دخول شاومي إلى أوروبا لن يكون مجرد منافسة في الأسعار فقط، بل أيضًا في الابتكار، حيث تسعى الشركة لتقديم تقنيات مدمجة بين عالم الهواتف الذكية والسيارات، وهو ما قد يمنحها ميزة نسبية أمام منافسين تقليديين.