أبل تواجه أزمة قانونية جديدة بسبب ميزة الأكسجين

في تطور لافت داخل سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء، تجد شركة أبل نفسها مجددًا في قلب نزاع قضائي متجدد بعد أن رفعت شركة Masimo المتخصصة في التكنولوجيا الطبية دعوى ضد هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، اعتراضًا على قرار الهيئة بالسماح لأبل بإعادة تفعيل ميزة تتبع الأكسجين في الدم على ساعاتها الذكية، وهي الميزة التي كانت محل جدل قانوني طويل منذ عام 2020، عقب ادعاءات بانتهاك أبل لبراءات اختراع مملوكة لشركة Masimo والمتعلقة بتقنية المستشعرات الحيوية.

خلفية النزاع

تعود جذور القضية إلى ديسمبر 2023 عندما أصدرت لجنة التجارة الدولية قرارًا يقضي بحظر استيراد طرازات محددة من ساعات Apple Watch إلى الولايات المتحدة، بعد أن ثبت أنها تنتهك براءات اختراع Masimo الخاصة بتقنية قياس التأكسج النبضي.

وقد مثل القرار حينها ضربة قوية لأبل التي تعتمد بشكل كبير على سوقها الأمريكي، لكن سرعان ما فوجئت Masimo بقرار لاحق لهيئة الجمارك يقضي بإلغاء الحظر والسماح للشركة الأمريكية بإعادة تقديم الميزة بتصميم معدل، الأمر الذي أشعل جولة جديدة من الخلافات.

أسباب الدعوى

تشير Masimo في شكواها الأخيرة إلى أن هيئة الجمارك لم تُخطرها رسميًا بقرار رفع الحظر، وهو ما حرمها من حقها القانوني في مراجعة القرار أو الاعتراض عليه.

كما تضيف أن أبل استثمرت مليارات الدولارات داخل الولايات المتحدة في الفترة التي أعقبت الرفض الأولي لطلبات الاستثناء، وهو ما يثير شكوكًا لدى Masimo حول دوافع الإلغاء وشفافية القرار المتخذ، خصوصًا أن الشركة الطبية ترى أن مجرد إعادة تصميم الميزة لا يعفي أبل من التعدي على براءاتها المسجلة.

المطالب القانونية

في الدعوى المقدمة، تطالب Masimo بإصدار أمر قضائي عاجل يعيد تفعيل الحظر الأصلي على استيراد ساعات أبل المزودة بميزة تتبع الأكسجين، إلا في حال تعطيل هذه الخاصية بشكل كامل داخل الأجهزة.

وترى Masimo أن السماح لأبل بمواصلة تسويق أجهزتها بالميزة المعدلة يقوض حقوقها الفكرية ويمنح الشركة العملاقة ميزة تنافسية غير عادلة، خاصة وأن النزاع بين الطرفين ممتد منذ خمس سنوات ولم تتم تسويته بعد بشكل نهائي.

تداعيات محتملة

يرى خبراء أن أي حكم لصالح Masimo قد يفرض على أبل إجراء تعديلات جذرية على ساعاتها الذكية في الأسواق الأمريكية، مما قد يؤثر على ثقة العملاء ويضع الشركة أمام تحديات جديدة في الحفاظ على ريادتها بسوق الأجهزة القابلة للارتداء.

كما أن النزاع قد يفتح الباب أمام منافسين آخرين مثل سامسونج وجارمين لتعزيز حضورهم في السوق الأمريكية مستغلين الغموض القانوني الذي يحيط بمنتجات أبل.

ويؤكد محللون أن هذه القضية قد تتحول إلى سابقة قانونية فارقة في قطاع التكنولوجيا، حيث ستحدد مدى قدرة الشركات العملاقة على التوفيق بين الابتكار والالتزام بحقوق الملكية الفكرية، كما قد تؤثر على وتيرة تطوير تقنيات مراقبة المؤشرات الحيوية عالميًا، خصوصًا أن الطلب على هذه المزايا في تزايد مستمر مع ازدياد الوعي الصحي للمستخدمين.

وفي ظل هذا النزاع الممتد، تبقى أعين السوق والمستثمرين مركزة على المحاكم الأمريكية التي ستحسم قريبًا مسار المعركة، والتي قد تحدد مستقبل العلاقة بين الابتكار التكنولوجي وحماية الملكية الفكرية في صناعة الصحة الرقمية.