الإثنين، 25 أغسطس 2025

11:23 م

tru

Bluesky يتحدى إكس ويجذب ملايين المستخدمين في 2025

Bluesky

Bluesky

ياسين عبد العزيز

A A

في وقت يشهد فيه عالم وسائل التواصل الاجتماعي تغيرات متسارعة، برزت منصة Bluesky كأحد أبرز البدائل الرقمية التي تسعى إلى إعادة تشكيل تجربة المستخدم على الإنترنت، إذ تأسست المنصة بمبادرة من جاك دورسي، المؤسس السابق لتويتر، لتكون فضاءً اجتماعيًا لا مركزيًا يمنح المشتركين حرية أكبر في التحكم ببياناتهم والتنقل بين المجتمعات دون قيود، مع الحفاظ على المتابعين والمحتوى. 

وتعتمد المنصة على بروتوكول AT Protocol مفتوح المصدر، الذي يتيح بناء شبكات اجتماعية أكثر مرونة وقابلة للتخصيص مقارنة بالنماذج التقليدية.

نمو سريع

منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر وإعادة تسميته بـ"إكس"، باتت الحاجة إلى بدائل أكثر حرية وخصوصية ملحّة، حيث لم تتمكن منصات مثل ماستدون وPost وPebble من تحقيق انتشار واسع، بينما استطاعت Bluesky تجاوز حاجز 30 مليون مستخدم بحلول فبراير 2025، لتصبح ثاني أسرع شبكة اجتماعية نموًا بعد منصة ثريدز. 

وجاء هذا التوسع مدفوعًا بسياسات إكس المثيرة للجدل، مثل تعديل وظيفة الحظر واستخدام المحتوى لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهو ما دفع الكثير من المستخدمين، وبينهم مشاهير، إلى الانتقال نحو المنصة الجديدة.

واجهة سهلة

تقدم Bluesky تجربة شبيهة بتويتر، حيث يمكن للمستخدم كتابة منشورات قصيرة لا تتجاوز 256 حرفًا، إلى جانب الإعجاب، إعادة النشر، الردود، ومشاركة الصور والفيديو، فيما تعمل المنصة على تطوير خصائص إضافية تشمل الفيديو الرأسي وإبراز المنشورات الشائعة. 

كما توفر خوارزميات مخصصة تمنح المستخدمين حرية اختيار نوعية المحتوى المرئي في خلاصاتهم، إلى جانب أدوات للصور والفيديو تحمل اسم Flashes، ما يجعلها أكثر جاذبية للشباب والمبدعين الرقميين.

حضور بارز

لم يقتصر نجاح Bluesky على الجمهور العام فقط، بل استقطبت شخصيات بارزة من مختلف المجالات، من بينهم النائبة الأمريكية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، ورجل الأعمال مارك كوبان، والمغنية باربرا سترايسند، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا. 

كما شهدت المنصة انضمام أسماء وازنة مثل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، فيما وجدت مؤسسات إعلامية عالمية كـ واشنطن بوست وبلومبرغ في المنصة ساحة جديدة لنشر محتواها والوصول إلى جمهور مختلف.

Bluesky

اختلاف واضح

تختلف Bluesky عن إكس في عدة محاور، أبرزها اعتمادها على بروتوكول لا مركزي يحفظ بيانات المستخدمين بعيدًا عن استغلالها لتدريب الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الحفاظ على وظيفة الحظر التقليدية وتقديم خوارزميات قابلة للتخصيص الكامل. 

كما أنها لا تعتمد على نموذج الإعلانات في تمويلها، بل تخطط لإطلاق خدمة اشتراك مدفوع باسم Bluesky+ تتضمن أدوات متقدمة لإدارة المحتوى، هذا النهج يمنح المنصة استقلالية أكبر ويعزز ثقة المستخدمين الباحثين عن تجربة أكثر شفافية.

تحديات قائمة

رغم النمو السريع، واجهت المنصة انتقادات تتعلق بضعف الإشراف على المحتوى وحماية الفئات المهمشة من الحسابات الوهمية أو اللغة المسيئة، وهو ما دفعها إلى توسيع فريق المراقبة إلى ما يقارب 100 موظف. 

كما أطلقت أداة Ozone التي تتيح للمستخدمين الإشراف المستقل، بجانب تحديث سياسات التحقق ومكافحة التضليل، بما في ذلك التحذير من الروابط المضللة وتفعيل آليات التحقق عبر البريد الإلكتروني،هذه الخطوات جاءت لتؤكد أن حرية التعبير لا تتعارض مع حماية المستخدمين وضمان بيئة آمنة.

مستقبل المنصة

ورغم أن Bluesky لا تزال أقل حجمًا مقارنة بمنافسها المباشر ثريدز الذي يضم 275 مليون مستخدم نشط شهريًا، فإنها تقدم تجربة أكثر مرونة وسهولة مقارنة بماستدون الذي يواجه انتقادات بشأن تعقيد واجهته. 

وعلى صعيد الإدارة، لم يعد جاك دورسي عضوًا في مجلس إدارة المنصة منذ مايو 2024، حيث تُدار حاليًا من قبل الرئيسة التنفيذية جاي جرايبر، وتعمل كشركة نفع عام مستقلة، ملتزمة بمبدأ اللامركزية وبناء بيئة رقمية مفتوحة وآمنة.

بهذا الحضور المتنامي، تثبت Bluesky أنها أكثر من مجرد بديل لإكس، بل مشروع طموح يسعى لترسيخ نموذج جديد لشبكات التواصل الاجتماعي، قائم على الشفافية والتحكم الذاتي للمستخدمين، في وقت يبحث فيه الجمهور العالمي عن مساحات رقمية أقل تقييدًا وأكثر انفتاحًا.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً