جوجل تعلن تغييرات كبيرة لتعزيز الأمان في توزيع تطبيقات أندرويد

أعلنت شركة جوجل عن إجراءات جديدة ستغير طريقة توزيع تطبيقات أندرويد خلال الفترة المقبلة، حيث قررت الشركة بدء التحقق من هوية جميع مطوري التطبيقات بشكل إلزامي اعتبارًا من مارس 2026، ولن يقتصر هذا الإجراء على التطبيقات الموزعة عبر متجر Google Play، بل سيشمل جميع القنوات الأخرى مثل المتاجر البديلة وعمليات التثبيت الجانبي، وذلك في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر الأمنية وحماية بيانات المستخدمين.

شرط أساسي

ابتداء من الموعد المحدد، سيكون على المطورين تقديم بيانات قانونية كاملة تشمل الاسم والعنوان ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني، وهو ما قد يدفع بعض المطورين المستقلين إلى تسجيل شركات لتفادي الكشف عن بياناتهم الشخصية بشكل مباشر.

ورغم هذا التشديد، تؤكد جوجل أن النظام سيظل مفتوحًا بما يسمح باستخدام المتاجر البديلة، غير أن المطورين الذين اعتادوا إخفاء هويتهم لن يتمكنوا من مواصلة ذلك مع القواعد الجديدة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة أوسع من جوجل لتعزيز أمان أندرويد، حيث تشير بيانات الشركة إلى أن التطبيقات التي يتم تثبيتها عبر الإنترنت خارج متجر Play حملت مخاطر أعلى بمقدار 50 مرة من حيث البرمجيات الخبيثة مقارنة بالتطبيقات التي تخضع لنظام التحقق المعتمد منذ عام 2023 داخل المتجر الرسمي.

مكافحة برمجيات

تؤكد جوجل أن هذه التغييرات ستساعد على تقليص فرص انتشار البرمجيات الضارة، وتحد من عمليات الاحتيال المالي وسرقة بيانات المستخدمين، وهي مشكلات ارتبطت بشكل متكرر بآلية التثبيت الجانبي.

وقد بررت الشركة سياستها الجديدة بأن التجربة السابقة أثبتت نجاح التحقق من الهوية في رفع مستوى الأمان على متجرها الرسمي، وأن تعميم هذه الإجراءات على جميع القنوات سيمنح المستخدمين ثقة أكبر عند تنزيل التطبيقات.

وأوضحت جوجل أن الخطة ستُطبق بشكل تدريجي، حيث سيُفتح التسجيل المبكر للمطورين في أكتوبر 2025 بهدف اختبار النظام وتقديم الملاحظات، على أن يبدأ التطبيق الفعلي في مارس 2026، ثم يُطبق بشكل إلزامي في سبتمبر من العام نفسه في أسواق محددة تشمل البرازيل وإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند، على أن يتم التوسع التدريجي عالميًا خلال عام 2027.

مراعاة خاصة

في الوقت نفسه، أعلنت جوجل أنها ستمنح المطورين الطلاب والهواة نوعًا مخصصًا من حسابات Android Developer Console، يراعي احتياجاتهم المختلفة عن المطورين التجاريين، بما يسمح لهم بالاستمرار في بناء وتوزيع تطبيقاتهم دون تحمل أعباء الشركات، وهو ما يعكس محاولة الشركة الموازنة بين تعزيز الأمان ودعم مجتمع المطورين الناشئين.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تحولًا مهمًا في نظام أندرويد، إذ لطالما وُجهت انتقادات للنظام باعتباره أقل أمانًا من منافسيه بسبب مرونته الكبيرة في التوزيع، ومع أن هذه المرونة ستبقى متاحة، فإن التشديد الجديد على هوية المطورين سيغير قواعد اللعبة، خصوصًا أن آبل بدورها بدأت تطبيق سياسة مشابهة مطلع عام 2025 في متجر تطبيقات الاتحاد الأوروبي تماشيًا مع قانون الخدمات الرقمية.