آبل تتهم أوبو بسرقة أسرار تقنياتها لتطوير منتجات منافسة

أشعلت شركة آبل جدلا جديدا في عالم التكنولوجيا بعد رفعها دعوى قضائية ضد موظفها السابق تشين شي الذي كان يعمل ضمن فريق تطوير ساعة Apple Watch، حيث تتهمه الشركة الأميركية بالتآمر مع شركة أوبو الصينية لسرقة أسرارها التجارية ونقلها إلى منافسها الآسيوي، ما يفتح الباب أمام مواجهة قضائية قد تؤثر على مكانة أوبو في السوق العالمي.

تفاصيل القضية

تشير الوثائق التي قدمتها آبل إلى أن شي استغل فترة عمله الأخيرة داخل الشركة لحضور اجتماعات متعلقة بتقنيات الاستشعار المتقدمة، رغم أنه كان قد اتخذ قرارا بمغادرة منصبه والانتقال إلى أوبو.

كما أوضحت آبل أن الموظف تمكن من الوصول إلى ملفات شديدة الحساسية تتعلق بتقنيات الاستشعار الصحي التي تمثل إحدى الركائز الأساسية في تطوير منتجاتها القابلة للارتداء.

وتضيف آبل أن الموظف قام بتحميل 63 مستندا سريا في ليلة واحدة قبل ثلاثة أيام من مغادرته، ثم نقلها لاحقا إلى وحدة تخزين خارجية قبل يوم واحد من رحيله، الأمر الذي تعتبره الشركة عملية سرقة منظمة تهدف إلى إفادة أوبو بشكل مباشر في منافستها مع ساعة Apple Watch.

اتهامات مباشرة

اتهمت آبل أوبو بأنها لم تكتف باستقطاب موظف سابق فحسب، بل طلبت منه أيضا إرسال الملفات السرية قبل انضمامه إليها، مؤكدة أن نائب رئيس الشركة الصينية في قسم الصحة كان على علم كامل بما يحدث، حيث أظهرت المحادثات باللغة الصينية موافقة واضحة من جانب أوبو على ما أقدم عليه شي، وهو ما يعزز من موقف آبل القانوني في المحكمة الفيدرالية الأميركية.

كما ذكرت آبل أن شي تظاهر أمام زملائه بأنه سيعود إلى الصين للاعتناء بوالديه، في حين كان يخطط للانضمام إلى أوبو سرا، ما يضاعف من خطورة القضية ويضع الشركة الصينية في مواجهة اتهامات مباشرة بالاستفادة من بيانات غير قانونية تخص منافسها.

انعكاسات محتملة

ترى آبل أن الأسرار المسروقة ستساعد أوبو على تطوير جهاز جديد ينافس ساعة Apple Watch بشكل مباشر، وهو ما تعتبره تهديدا لميزتها التنافسية في سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، كما أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مزيد من النزاعات بين الشركات الأميركية والصينية في ظل احتدام المنافسة العالمية في قطاع التكنولوجيا.

ويتابع خبراء الصناعة هذه القضية باهتمام كبير، إذ قد تشكل سابقة قانونية تؤثر على طريقة تعامل الشركات مع الموظفين المنسحبين للانضمام إلى منافسين، كما قد تدفعها إلى تشديد الرقابة على البيانات الداخلية وتعزيز آليات حماية الأسرار التجارية.

ولا تزال المحكمة الفيدرالية تنظر في تفاصيل الدعوى وسط ترقب واسع من المتابعين، في وقت لم تصدر فيه أوبو أي بيان رسمي يوضح موقفها من الاتهامات، بينما تؤكد آبل أنها ماضية في الدفاع عن تقنياتها بكل السبل القانونية المتاحة.