واتساب تدعم المستخدمين بمساعد كتابة يعتمد الذكاء الاصطناعي

أعلنت منصة واتساب عن إطلاق مساعد كتابة ذكي يوفر للمستخدمين اقتراحات نصية جاهزة بأساليب متعددة، تشمل الأسلوب الرسمي أو الطريف أو الداعم، مع إمكانية تعديل النصوص المقترحة قبل إرسالها، وهو ما يفتح المجال أمام طرق جديدة للتواصل تتجاوز مجرد الكتابة اليدوية المعتادة.

ويظهر المساعد الجديد من خلال أيقونة قلم داخل المحادثات سواء الفردية أو الجماعية، حيث يمكن للمستخدم الضغط عليها للحصول على مقترحات نصية متنوعة، إذ يعمل النظام على توليد الرسائل بشكل فوري اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد بدأت الخدمة بالوصول إلى مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة باللغة الإنجليزية فقط، بينما أوضحت الشركة أنها ستعمل على توسيع نطاقها لتشمل لغات وأسواقًا إضافية خلال الأشهر المقبلة، غير أن اللغة العربية لا تزال غير مدعومة حتى الآن.

خصوصية مضمونة

أشارت واتساب إلى أن الميزة الجديدة جرى تطويرها بالاعتماد على تقنية المعالجة الخاصة التي ابتكرتها ميتا، وهي آلية تسمح بتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي دون أن يطّلع أي طرف خارجي على محتوى المحادثات أو الرسائل المقترحة، ويشبه هذا النظام ما قدمته آبل سابقًا تحت اسم الحوسبة السحابية الخاصة، وهو ما يعزز التزام واتساب بمبدأ التشفير التام من طرف إلى طرف الذي طالما كان أحد أبرز ركائزها في مجال حماية الخصوصية.

ويأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الجدل حول مخاطر إدماج الذكاء الاصطناعي داخل تطبيقات المراسلة الفورية، حيث يخشى بعض المستخدمين من أن يؤثر ذلك على الطابع الشخصي للتواصل، بينما ترى واتساب أن هذه الخطوة توفر قيمة عملية وتساعد على تحسين جودة الكتابة لدى الأفراد والشركات على حد سواء.

استخدامات متعددة

وتوضح الشركة أن المساعد الجديد لا يستهدف المستخدمين الأفراد فحسب، بل يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على واتساب للتواصل مع عملائها، حيث يمكن للأداة أن تساعد فرق العمل على صياغة ردود احترافية وسريعة، مما يقلل من الجهد والوقت المبذول في كتابة الرسائل المتكررة، كما يمكن للمستخدمين العاديين الاستفادة من الميزة عند الرغبة في إضافة طابع مختلف على محادثاتهم اليومية سواء كان ذلك أسلوبًا مرحًا أو دعمًا معنويًا للأصدقاء.

كما تشير بعض التقديرات إلى أن إدماج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات التواصل أصبح اتجاهًا متسارعًا، حيث تعمل عدة منصات منافسة بالفعل على اختبار أدوات مشابهة، وهو ما يضع واتساب في موقع متقدم ضمن هذا السباق التكنولوجي، ويعزز من قدرتها على الحفاظ على مكانتها كأكثر تطبيقات المراسلة استخدامًا في العالم.

مستقبل الخدمة

ومن المنتظر أن تعمل واتساب على تحسين قدرات المساعد بشكل تدريجي عبر إضافة لغات جديدة وتوسيع نطاق الدعم، مع احتمالية إدماج أنماط كتابة إضافية تناسب احتياجات المستخدمين المختلفة، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحولات واسعة في طبيعة المحادثات النصية، ويجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من تجربة التواصل اليومية.

ويرى خبراء أن هذه الخطوة قد تشجع المستخدمين على التفاعل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، خاصة في ظل انتشار الهواتف الذكية واعتماد الأفراد على تطبيقات المراسلة كقناة رئيسية للتواصل، وهو ما قد يعيد رسم ملامح الطريقة التي نكتب بها رسائلنا ونتبادلها في المستقبل القريب.