سبوتيفاي ترفع أسعارها وتكشف خطط توسع جديدة عالميًا

أعلنت شركة سبوتيفاي عن رفع أسعار اشتراكاتها المميزة ابتداءً من سبتمبر المقبل، بالتوازي مع الكشف عن مجموعة من الخدمات الجديدة، التي تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين وتوسيع قاعدة مشتركيها عالميًا، حيث تسعى الشركة للوصول إلى مليار مستخدم نشط خلال الأعوام القادمة، ما يجعلها أمام تحديات وفرص في آن واحد.

تأتي هذه الزيادة الجديدة بعد سلسلة من التعديلات السابقة التي ساهمت في تحسين الوضع المالي للشركة، إذ تمكنت سبوتيفاي العام الماضي من تسجيل أول أرباح سنوية في تاريخها، بفضل سياسة خفض النفقات والتوسع في الأسواق الناشئة.

ومع ذلك، ترى إدارة الشركة أن تحقيق التوازن بين رفع الأسعار وتقديم قيمة إضافية للمشتركين يمثل مفتاح النمو المستدام، ويعكس توجهها للبقاء في صدارة المنافسة أمام منصات البث الأخرى.

خدمات مبتكرة

كشفت سبوتيفاي عن خطط لإطلاق ميزات جديدة تركز على تحسين جودة البث الصوتي، إضافة إلى أدوات مخصصة تمنح المشتركين تجربة أكثر تخصيصًا، مع توجه نحو تطوير خدمات تجعلها منصة ترفيه صوتية شاملة، تتجاوز حدود كونها مكتبة موسيقية فقط، حيث تتطلع الشركة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في اقتراحات المحتوى، وربط الموسيقى بالبودكاست والكتب الصوتية، ما يعزز من حضورها كوجهة متكاملة للترفيه الرقمي.

كما تعكف سبوتيفاي على اختبار خدمات جديدة في أسواق مختارة، تشمل تجارب اجتماعية تفاعلية بين المستخدمين، وخيارات محتوى موسع لفئات موسيقية محلية وعالمية، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية في أسواق متنامية مثل آسيا وأفريقيا، التي تراهن عليها الشركة بشكل واضح لتعزيز انتشارها العالمي.

خلفية مالية

من الناحية المالية، كانت سبوتيفاي قد اعتمدت في السنوات الأخيرة على استراتيجيات متنوعة لموازنة النفقات وزيادة الإيرادات، إذ ساهمت الزيادات السابقة في الأسعار إلى جانب التوسع في الاشتراكات العائلية والطلابية في دعم هوامش الربح، ومع تسجيل أول ربح سنوي العام الماضي، تسعى الشركة لتكرار الإنجاز عبر مزيج من رفع الأسعار وإطلاق خدمات جديدة، لتؤكد أن النمو لا يقتصر فقط على عدد المستخدمين، بل يشمل أيضًا تحسين العوائد التشغيلية.

ويؤكد مسؤولو الشركة أن زيادة الأسعار، رغم أنها قد تثير بعض القلق لدى المستخدمين، ستقترن بطرح مزايا إضافية من شأنها أن تجعل الاشتراك أكثر قيمة، وهو ما يمثل جزءًا من استراتيجيتها للحفاظ على رضا المشتركين، مع ضمان تدفق مالي يسمح بمواصلة الاستثمار في المحتوى والتقنيات الحديثة.

تحديات تنظيمية

ورغم هذه الخطط الطموحة، تواجه سبوتيفاي تحديات لا يمكن تجاهلها، أبرزها الضغوط الرقابية المتزايدة، حيث تخضع الشركة لمطالبات من جهات رقابية مثل لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية للتحقيق في سياساتها الخاصة بالاشتراكات، خصوصًا تلك المرتبطة بخدمات التواصل الاجتماعي، ما قد يضعها أمام اختبار قانوني معقد، ويؤثر على سرعة تنفيذ بعض خططها المستقبلية، خاصة في الأسواق التي تفرض قوانين صارمة على شركات التكنولوجيا العالمية.

كما يشير خبراء الصناعة إلى أن قدرة سبوتيفاي على التعامل مع هذه التحديات التنظيمية، مع الحفاظ على سمعتها كمزود خدمة موثوق، ستكون عاملاً حاسمًا في تحديد مدى نجاحها في الوصول إلى مليار مستخدم نشط، وتحقيق أهدافها التوسعية خلال السنوات المقبلة.

تفاصيل الأسعار

أكد أليكس نورستروم، الرئيس التنفيذي المشارك للأعمال التجارية في سبوتيفاي، أن التعديلات السعرية ستُطبق اعتبارًا من سبتمبر المقبل، وتشمل عددًا من الأسواق حول العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث سيرتفع سعر الاشتراك الفردي من 10.99 يورو إلى 11.99 يورو، أي ما يعادل نحو 14.05 دولارًا، وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى تحسين هوامش الأرباح مع الإبقاء على المنصة في موقع تنافسي قوي.

وبينما يرى البعض أن هذه الزيادات قد تؤثر على بعض شرائح المستخدمين، إلا أن التوجه العام يشير إلى أن معظم المشتركين سيواصلون استخدام الخدمة، نظرًا للقيمة المضافة التي تقدمها المنصة، إضافة إلى استمرار اعتماد الملايين على سبوتيفاي كمنصتهم الأساسية للاستماع إلى الموسيقى والبودكاست عالميًا.