واتساب يختبر ميزة رسائل صوتية بعد المكالمات الفائتة مباشرة

يواصل تطبيق واتساب المملوك لشركة ميتا العمل على تطوير أدواته بشكل متسارع، في محاولة للحفاظ على مكانته كأكثر تطبيقات المراسلة استخدامًا حول العالم، حيث بدأ مؤخرًا في اختبار خاصية مبتكرة تتيح للمستخدمين تسجيل رسالة صوتية قصيرة وإرسالها فور انتهاء مكالمة فائتة، وهو ما يشبه البريد الصوتي التقليدي لكن بطريقة أبسط وأكثر انسجامًا مع طبيعة المحادثات الفورية، ليمنح مستخدميه خيارًا عمليًا للتواصل من دون الحاجة لإعادة الاتصال أو كتابة رسائل مطولة.

هذه الميزة، التي ظهرت في النسخة التجريبية من واتساب على نظام أندرويد (الإصدار Beta 2.25.23.21)، جاءت مدعومة بزر مخصص أسفل إشعار المكالمة الفائتة، ما يتيح تسجيل رسالة صوتية قصيرة بسرعة كبيرة.

كما يظهر الخيار ذاته داخل نافذة المحادثة المرتبطة بالمكالمة، بحيث يتم إرسال المقطع الصوتي مباشرة إلى الطرف الآخر، مع إرفاق إشعار المكالمة داخل الرسالة لزيادة الوضوح، مما يسهل على المستقبل معرفة سياق التواصل.

كيف تعمل

وفقًا للتقارير التقنية، تهدف هذه الخاصية إلى جعل تجربة المكالمات الفائتة أكثر مرونة، إذ لم يعد المستخدم مضطرًا إلى الاتصال مجددًا أو الاكتفاء برسالة نصية تقليدية، بل بات قادرًا على تسجيل صوته والتعبير عن رسالته بشكل شخصي وسريع، وهو ما يمثل خطوة إضافية في تعزيز الجانب الإنساني للتواصل عبر واتساب، الذي يعتمد عليه مئات الملايين في حياتهم اليومية سواء لأغراض العمل أو العلاقات الشخصية.

الميزة الجديدة تحمل أهمية خاصة في مواقف تتطلب ردًا عاجلًا أو إيصال معلومة حساسة مثل المواعيد أو التفاصيل العملية، خاصة عندما لا يتمكن المستقبل من الرد الفوري، فوجود خيار لإرسال رسالة صوتية مختصرة يعزز من سرعة الاستجابة ويختصر الوقت، ويجعل واتساب أكثر قربًا من المزج بين ميزات المحادثات الفورية وفوائد البريد الصوتي التقليدي.

تحديثات جماعية

إلى جانب هذه الميزة الجديدة، واصل واتساب الإعلان عن تحديثات بارزة خاصة بالمكالمات الجماعية، والتي باتت تشكل جزءًا مهمًا من تجربة التطبيق خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبح بإمكان المستخدمين جدولة المكالمات مسبقًا لتسهيل تنظيم اللقاءات، إضافة إلى إرسال دعوات خاصة للانضمام، وكذلك الاطلاع على أسماء المشاركين قبل الدخول، وهو ما يساهم في منح مرونة أكبر خلال الاجتماعات الافتراضية.

كما أضاف التطبيق خاصية رفع اليد لطلب التحدث أثناء المكالمات، وهي ميزة مستوحاة من منصات الاجتماعات الاحترافية، إلى جانب إمكانية استخدام ردود فعل تفاعلية مباشرة من دون مقاطعة الحوار، مما يجعل النقاش أكثر سلاسة وتفاعلية، ويعزز تجربة المستخدمين الذين يعتمدون على واتساب في اتصالاتهم المهنية والتعليمية.

رؤية مستقبلية

من خلال هذه التحديثات المتواصلة، يبدو أن واتساب لا يريد الاكتفاء بكونه تطبيق مراسلة نصية، بل يسعى بوضوح إلى أن يصبح منصة متكاملة للتواصل الصوتي والمرئي، قادرة على تلبية احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات، سواء كانت اجتماعية أو مهنية، وهو ما يجعل المنافسة أكثر صعوبة أمام التطبيقات الأخرى التي تحاول تقديم حلول بديلة.

وتكشف هذه الخطوات عن رؤية مستقبلية تسعى لدمج سهولة التواصل مع التنظيم والمرونة، ليظل واتساب الخيار الأول لملايين المستخدمين الذين يعتمدون عليه كأداة رئيسية في حياتهم الرقمية، حيث يدمج بين الابتكار وسهولة الاستخدام بشكل مستمر، ويفتح المجال أمام مزايا قد تجعل المكالمات أكثر ثراء وتفاعلية من أي وقت مضى.