تسريبات تكشف تصميم هاتف سامسونج ثلاثي الطي الجديد

تستمر سامسونج في مفاجأة عشاق التكنولوجيا بابتكاراتها غير التقليدية، حيث كشفت تسريبات جديدة عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالهاتف المرتقب ثلاثي الطي، المعروف مؤقتًا باسم Galaxy TriFold، وهو الجهاز الذي من المنتظر أن يحمل معه نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية القابلة للطي. 

هذه التسريبات جاءت لتجيب عن أكثر الأسئلة إلحاحًا حول آلية طي الجهاز، وكيف ستتمكن الشركة من ضمان متانته وحماية شاشاته.

منذ أشهر، تتداول التقارير أن سامسونج تعمل على تطوير جهاز مزود بثلاث شاشات قابلة للفرد، بحيث يتحول بسهولة إلى جهاز لوحي ضخم، لكن النقاش ظل محتدمًا بشأن آلية الطي، وهل ستتبع الشركة النهج الذي قدمته هواوي في جهاز Mate XT، والذي يعتمد على طي على شكل حرف Z مع بقاء شاشة مكشوفة دائمًا، أم أنها ستسلك مسارًا مختلفًا؟

آلية الطي

الصور المسربة، التي تم العثور عليها من خلال الحساب التقني الشهير TechHighest على منصة "إكس"، أظهرت أن سامسونج فضلت اتباع نهج أكثر أمانًا، إذ تبين أن الهاتف يطوى للداخل على شكل حرف G، حيث تُطوى اللوحة اليسرى فوق اللوحة الوسطى، ثم يتم طيهما معًا فوق اللوحة اليمنى. 

هذا التصميم الداخلي يجعل الهاتف أقرب إلى الورقة المطوية، ويحمي الشاشات الحساسة بشكل أفضل من أي احتكاك خارجي.

الرسوم المتحركة التي تم تسريبها لم تكشف فقط عن ميكانيكية الطي، بل أظهرت أيضًا مواقع بعض المكونات الأساسية مثل تقنية الاتصال قريب المدى NFC ودعم الشحن اللاسلكي في الجهة الخلفية، وهو أمر كان متوقعًا، لكن المشهد الأهم كان بلا شك مشهد الطي والإغلاق الذي وضع حدًا للتكهنات الطويلة.

تقنية متقدمة

ما كشفه التسريب ليس جديدًا كليًا على المتابعين، إذ سبق أن عرضت وحدة Samsung Display نموذجًا أوليًا لتقنية Flex G خلال فعاليات مؤتمر MWC 2025 مطلع هذا العام، حيث استعرضت الشركة حينها قدرة الشاشات على الطي الثلاثي المتتالي، الأمر الذي بدا حينها تجريبيًا، لكنه اليوم بات أقرب إلى منتج حقيقي قد يرى النور قريبًا.

وبحسب المحللين، فإن اعتماد هذه التقنية يعكس رغبة سامسونج في تقديم هاتف لا يركز فقط على الجانب الجمالي، بل يعطي الأولوية للمتانة وحماية الشاشة، خصوصًا وأن الهواتف القابلة للطي ما زالت تُعتبر منتجات مرتفعة الثمن، وأي تلف في شاشتها يمكن أن يكون مكلفًا للغاية.

حماية أساسية

أهمية هذا التصميم تكمن في أن الطي للداخل يوفر طبقة حماية طبيعية للشاشة الرئيسية الكبيرة، ما يقلل من تعرضها للصدمات والخدوش الناتجة عن مفاتيح الجيب أو العملات المعدنية أو غيرها من الأدوات التي قد تتلامس معها، بخلاف تصميم هواوي المعتمد على طي Z، والذي يترك جزءًا حساسًا من الشاشة مكشوفًا طوال الوقت، وبالتالي أكثر عرضة للتلف.

ومع ذلك، فإن اتباع سامسونج لهذا النهج قد لا يخلو من بعض العيوب، حيث سيحتاج الهاتف بالضرورة إلى شاشة خارجية إضافية تتيح استخدامه عند الطي، وهو ما قد يزيد من سماكته ووزنه مقارنة بتصميم هواوي الأكثر أناقة، إلا أن الشركة تبدو مقتنعة بأن المتانة والاعتمادية أهم من مجرد الحفاظ على مظهر نحيف.

المتابعون يرون أن هذه الخطوة تعكس فلسفة سامسونج في تطوير الأجهزة القابلة للطي، حيث تسعى إلى الجمع بين الطموح التقني والحفاظ على تجربة استخدام عملية وموثوقة، حتى وإن كان ذلك يعني التضحية ببعض الجوانب الشكلية. 

ومع استمرار التسريبات، يزداد الحماس لما قد تقدمه الشركة رسميًا، خصوصًا وأن هذا الجهاز قد يمثل بداية جيل جديد كليًا من الهواتف الذكية.