الأحد، 07 سبتمبر 2025

05:41 م

tru

سباق عالمي لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي جديدة لحماية الأطفال عبر الإنترنت

الأطفال

الأطفال

A A

تسعى شركات التكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم إلى ابتكار أدوات متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز حماية الأطفال من المخاطر الرقمية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تشديد الحكومات في أوروبا وأميركا على إلزام المنصات الكبرى بتحمل مسؤوليات أكبر تجاه سلامة المستخدمين الصغار، وهو ما يضع الصناعة الرقمية تحت ضغط متزايد للبحث عن حلول عملية وفعالة.

قوانين صارمة

دخل قانون السلامة على الإنترنت حيز التنفيذ في المملكة المتحدة ليشكل نقطة تحول مهمة في قواعد التعامل مع المستخدمين القُصر، حيث ألزمت السلطات الشركات بحماية الأطفال من المحتوى الضار بما يشمل العنف والتنمر والاحتيال، مع فرض عقوبات مالية ضخمة قد تصل إلى 10% من الإيرادات العالمية حال التقصير في الالتزام، وفي الولايات المتحدة يناقش الكونغرس مقترحات تشريعية مشابهة تهدف إلى ضبط عمل شبكات التواصل الاجتماعي وحماية المراهقين من المخاطر الرقمية.

وتسعى هذه القوانين إلى خلق بيئة رقمية أكثر أماناً، لكنها في الوقت نفسه تفرض تحديات تقنية وتشغيلية على الشركات التي تجد نفسها مطالبة بابتكار أدوات ذكية للامتثال والوقاية من الانتهاكات.

تقنيات تقدير الأعمار

برزت في هذا السياق حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير أعمار المستخدمين، حيث طورت شركة يوتي البريطانية تقنية للتعرف على ملامح الوجه من صور السيلفي، وتتيح هذه الأداة تحديد عمر المستخدم بدقة تصل إلى عامين خاصة للفئة العمرية بين 13 و24 عاماً، وهو ما يساعد المنصات على ضبط الفئات المسموح لها بالوصول إلى محتوى محدد.

وتتنافس شركات مثل إنتراست و"بيرسونا" و"آي بروف" في هذا السوق الواعد الذي يجمع بين الحاجة للأمان الرقمي ومتطلبات التشريعات الجديدة، غير أن هذه الأدوات أثارت مخاوف واسعة بشأن احتمالية انتهاك الخصوصية وتسريب بيانات حساسة قد تستغل بشكل سلبي في المستقبل.

هواتف آمنة

لم يقتصر السباق على برمجيات الذكاء الاصطناعي بل امتد ليشمل الأجهزة الذكية نفسها، حيث كشفت شركة HMD Global الفنلندية عن هاتف جديد مخصص للأطفال تحت اسم Fusion X1، وقد جرى تطويره بالشراكة مع شركة SafeToNet البريطانية المتخصصة في أمن الأطفال.

ويعتمد الهاتف على خوارزميات تمنع تلقائياً مشاركة أو مشاهدة الصور التي تتضمن عنفاً أو محتوى إباحياً، ما يجعله خياراً عملياً للأسر الباحثة عن وسيلة لحماية أبنائها من المخاطر الرقمية.

هذا التوجه يعكس إدراك الشركات المصنعة أن حماية الأطفال لم تعد تقتصر على التطبيقات والمنصات فقط، بل تمتد إلى بنية الأجهزة وأنظمة التشغيل نفسها.

ضغوط متزايدة

من جانبها، أكدت المؤسسة الوطنية البريطانية لمنع القسوة على الأطفال (NSPCC) أن التقنيات اللازمة لحماية المستخدمين الصغار متوفرة بالفعل، لكنها طالبت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وميتا بتطبيق هذه الحلول بشكل أوسع وفعّال، مشددة على ضرورة التوفيق بين حماية الأطفال والحفاظ على خصوصية المستخدمين البالغين.

كما حذرت المؤسسة من استمرار ما وصفته بـ"عصر الإهمال" إذا لم تتحرك الشركات بشكل جاد وسريع لمواجهة المخاطر المتزايدة، خصوصاً مع الانتشار الواسع لاستخدام الإنترنت بين الفئات العمرية الصغيرة، وهو ما يعزز الحاجة إلى توازن دقيق بين التطور التكنولوجي والمسؤولية الاجتماعية.

وبينما تتزايد الضغوط التشريعية والحقوقية، يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية في بناء مستقبل رقمي أكثر أماناً للأطفال، إذ يجمع بين القدرة على التعلم الذاتي ودقة التنبؤ، لكن يبقى التحدي الأكبر في كيفية تحقيق ذلك دون المساس بحرية المستخدمين أو حقوقهم في الخصوصية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً