الأحد، 14 سبتمبر 2025

04:29 م

tru

جدل متصاعد حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل وعي وعزلة المراهقين

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحياة اليومية للمراهقين في مختلف أنحاء العالم، حيث لم تعد روبوتات الدردشة مجرد أدوات تقنية بل تحولت إلى رفقاء رقميين يقضون معهم وقتًا طويلًا، وقد أظهر تقرير صادر عن منظمة Common Sense أن 72% من المراهقين استخدموا روبوتات الدردشة المعروفة باسم رفقاء الذكاء الاصطناعي، وأكثر من نصفهم يستخدمونها بانتظام.

كما كشفت البيانات أن 19% يقضون وقتًا أطول مع هذه الروبوتات مقارنة بوقت تواصلهم مع أصدقائهم الحقيقيين، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول تأثير هذه الممارسات على العلاقات الاجتماعية والنفسية للمراهقين.

فرص ومخاطر

يحمل الذكاء الاصطناعي فرصًا مهمة لدعم المراهقين في حياتهم اليومية، فهو يوفر دعمًا عاطفيًا مخصصًا يتيح لهم مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرهم، ويساهم في تعزيز التعلم النشط من خلال تحفيز الفضول الفكري، كما يمنحهم فرصًا للاستكشاف الإبداعي عبر إنشاء أعمال فنية أو موسيقية باستخدام تقنيات التوليد، إضافة إلى استكشاف بيئات افتراضية وألعاب مبتكرة تساعدهم على تطوير مهارات جديدة.

ومع ذلك تظل هناك مخاطر جدية لا يمكن تجاهلها، أبرزها خطر العزلة الاجتماعية نتيجة استبدال العلاقات الواقعية بالرفقة الرقمية، إلى جانب احتمالية التعرض لمحتوى ضار أو معلومات مضللة، فضلًا عن تهديدات تتعلق بالخصوصية وسوء استخدام بيانات المراهقين وصورهم.

توصيات الخبراء

استشعارًا لخطورة هذا التوجه شكلت الجمعية الأمريكية لعلم النفس لجنة متخصصة لدراسة الظاهرة، وأصدرت اللجنة توصيات واضحة تستهدف الشركات والمشرعين والمعلمين والآباء، حيث طالبت الشركات بتصميم منصات آمنة مناسبة لأعمار المراهقين مع تقليل المزايا التي تشجع على الاستخدام المفرط، وتوفير أدوات للإبلاغ عن المشكلات وحماية البيانات الشخصية، كما أوصت بضرورة تذكير المستخدمين بأن روبوتات الدردشة ليست بشرًا وأن معلوماتها قد تكون غير دقيقة.

وعلى مستوى التعليم شددت التوصيات على أهمية دمج أساسيات الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج المدرسية وتزويد الطلاب بالوعي الكافي للتعامل مع المحتوى المنشأ آليًا، بما في ذلك الأخبار المزيفة والتزييف العميق، فيما حثت الآباء على تجربة هذه المنصات بأنفسهم قبل مناقشتها مع أبنائهم، وتشجيعهم على بناء علاقات حقيقية في الواقع واستخدام التقنية في التعلم والإبداع بدلًا من العزلة الرقمية.

دور الآباء

رغم أهمية دور الشركات والسياسات التعليمية إلا أن دور الآباء يبقى حاسمًا في توجيه المراهقين، فقد أظهرت الدراسات أن بعض المراهقين يستبدلون صداقاتهم الواقعية بالرفقة الرقمية، وهو ما يستدعي تدخلًا مباشرًا من الأهل لتوضيح حدود العلاقة مع هذه الأدوات.

كما ينصح الخبراء بمناقشة الأبناء في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات إيجابية مثل الدراسة أو تطوير المهارات، مع التركيز على أهمية التفكير النقدي عند التعامل مع المحتوى الذي قد يكون مضللًا أو غير دقيق، إضافة إلى التحذير المستمر من مخاطر المحتوى الضار وتشجيع المراهقين على مشاركة أي تجربة سلبية يواجهونها أثناء استخدام المنصات.

توضح هذه المؤشرات أن الذكاء الاصطناعي أصبح قوة مؤثرة في تشكيل عادات المراهقين وطريقة تفكيرهم، فهو يوفر فرصًا للتعلم والإبداع لكنه يحمل في الوقت نفسه مخاطر قد تزيد من العزلة والاعتماد على الرفقة الرقمية، ولذلك يرى الخبراء أن الطريق الأمثل يكمن في تحقيق التوازن بين الاستفادة من هذه التكنولوجيا وبين الحفاظ على العلاقات الإنسانية الواقعية، مع تعزيز الحوار المفتوح بين المراهقين وأسرهم ومعلميهم لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه الأدوات.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً