OpenAI تدخل سباق تصنيع رقاقات ذكاء اصطناعي خاصة لتقليل الاعتماد على إنفيديا

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن شركة OpenAI المطوّرة لتطبيق ChatGPT تستعد لإطلاق أول رقاقة ذكاء اصطناعي من تصميمها بالتعاون مع شركة برودكوم الأمريكية المتخصصة في أشباه الموصلات، حيث تخطط الشركة لبدء شحن الرقاقات الجديدة خلال العام المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلاليتها في مجال العتاد الحاسوبي وتقليل الاعتماد على إنفيديا التي تهيمن على السوق العالمي.

أكدت مصادر مطلعة أن قيمة الطلبات المبدئية تجاوزت 10 مليارات دولار، وهو ما يتماشى مع تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة برودكوم هوك تان الذي تحدث مؤخرًا عن عميل جديد وصفه بالغامض دون الكشف عن هويته، قبل أن يتبين أنه شركة OpenAI، بينما أوضحت التقارير أن هذه الرقاقات مخصصة للاستخدام الداخلي لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي بدلًا من طرحها في الأسواق للعملاء الخارجيين.

شراكة تقنية

بدأ التعاون الأولي بين OpenAI وبرودكوم في العام الماضي، إلا أن خطة الإنتاج الواسع لم تكن واضحة آنذاك، واليوم بات من المؤكد أن الشركتين تعملان على تطوير معالجات متخصصة قادرة على توفير طاقة حوسبة أكبر لمواكبة النمو المتسارع في الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا أن تشغيل النماذج اللغوية الضخمة مثل GPT-5 يتطلب موارد حاسوبية ضخمة.

ويأتي هذا التحرك في إطار نهج تتبعه شركات تقنية كبرى مثل جوجل وأمازون وميتا التي طورت رقاقاتها الخاصة، ما يمنحها استقلالية أكبر عن إنفيديا التي سيطرت لسنوات على هذا القطاع الحيوي، ومع ذلك تواصل الأخيرة تحقيق نمو ملحوظ في القيمة السوقية متجاوزة حاجز 4 تريليونات دولار، رغم تباطؤ وتيرة توسعها مقارنة بالطفرة التي شهدتها بداية موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

منافسة متصاعدة

يرى خبراء أن دخول OpenAI هذا المجال يعزز المنافسة في سوق الرقاقات المخصصة، ويمنحها فرصة لتقليل تكاليف التشغيل على المدى الطويل، خصوصًا مع ارتفاع أسعار معالجات إنفيديا وصعوبة توفيرها بكميات كافية لتلبية الطلب العالمي، وهو ما يدفع الشركات إلى البحث عن بدائل داخلية تضمن استدامة خططها المستقبلية.

كما أن تطوير رقاقة خاصة يسمح لـ OpenAI بالتحكم الكامل في تصميم البنية التحتية لمنتجاتها وتخصيصها بما يتناسب مع طبيعة النماذج التي تعمل عليها، وهو ما قد يمنحها ميزة إضافية في تحسين الأداء وتقصير فترة التدريب للنماذج الجديدة.

خطط مستقبلية

من جانبه شدد الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان على الحاجة المستمرة إلى توسيع القدرات الحاسوبية لتشغيل منتجات مثل ChatGPT وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مبينًا أن الشركة تهدف إلى مضاعفة طاقات الحوسبة لديها خلال الأشهر الخمسة المقبلة، وذلك استجابة للإقبال الكبير على أحدث نماذجها GPT-5.

وبينما لم تكشف الشركة تفاصيل دقيقة عن مواصفات الرقاقة الجديدة، إلا أن التوجه العام يشير إلى أن OpenAI ماضية في تعزيز مكانتها كشركة رائدة لا تكتفي بتطوير البرمجيات الذكية بل تسعى أيضًا إلى التحكم في البنية التحتية اللازمة لتشغيلها بكفاءة واستقرار.