OpenAI تدخل عالم السينما بفيلم رسوم متحركة طويل يعتمد على الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة OpenAI أنها بصدد إنتاج فيلم رسوم متحركة طويل يعتمد بنحو أساسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في محاولة لإثبات قدرة هذه الأدوات على إحداث تحول جذري في صناعة السينما من خلال خفض التكاليف وتسريع عمليات الإنتاج، وهو ما وصفه مراقبون بأنه اختبار عملي لمستقبل هوليوود في عصر التحول الرقمي.

فيلم جديد

ويحمل الفيلم المرتقب اسم “Critterz”، ومن المقرر عرضه عالميًا العام المقبل مع خطة لتدشينه رسميًا خلال مهرجان كان السينمائي، وهو ما يعكس الطموح الكبير وراء المشروع الذي تسعى الشركة من خلاله إلى دخول سوق الترفيه من أوسع أبوابه. 

وتدور قصة الفيلم حول مغامرات مجموعة من كائنات الغابة بعد أن تواجه قريتهم تهديدًا غامضًا، وهي فكرة ابتكرها تشاد نيلسون، الخبير الإبداعي في OpenAI، الذي بدأ منذ ثلاث سنوات بتصميم الشخصيات باستخدام أداة DALL-E قبل أن يتوسع التعاون مع شركات إنتاج في لندن ولوس أنجلوس لاستكمال العمل.

أدوات مبتكرة

ووفقًا لشركة Vertigo Films البريطانية، التي تشارك في الإنتاج إلى جانب Native Foreign المتخصصة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراحل ما بعد الإنتاج، فإن الفريق يخطط لإنجاز الفيلم خلال تسعة أشهر فقط بدلًا من ثلاث سنوات، وبميزانية تقل عن 30 مليون دولار، أي أقل بكثير من متوسط تكاليف أفلام الرسوم المتحركة التي تنتجها الاستديوهات الكبرى. 

وسيعتمد الفريق على ممثلين بشريين لتأدية الأصوات، بينما تُستخدم أدوات GPT-5 ونماذج توليد الصور لتحويل الرسومات الأولية إلى مشاهد كاملة.

ويؤكد نيلسون أن الهدف ليس فقط تسريع الإنتاج، بل أيضًا خفض العوائق التي يواجهها صناع الأفلام المستقلون، إذ يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تفتح المجال أمام مبدعين جدد لدخول صناعة السينما دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة أو سنوات من العمل.

تحديات قائمة

ومع ذلك، يرى خبراء أن المشروع محفوف بالمخاطر، إذ ما زالت هناك عقبات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية ومخاوف نقابات الممثلين والكتاب من أن تؤدي هذه التقنية إلى تقليص فرص العمل البشرية، خاصةً أن قضايا قانونية عديدة مرفوعة ضد شركات ذكاء اصطناعي مثل Midjourney بتهمة استخدام محتوى محمي. 

كما لم تُحدد بعدُ الجهة المسؤولة عن توزيع الفيلم عالميًا، وهو ما يضيف عامل غموض حول مستقبله التجاري ومدى إقبال الجمهور على مشاهدة إنتاج يعتمد بشكل شبه كامل على الذكاء الاصطناعي.

ويرى متابعون أن نجاح الفيلم قد يشكّل نقطة تحول في الصناعة، إذ قد يفتح الباب أمام حقبة جديدة يُنتج فيها محتوى ضخم بوسائل أقل تكلفة، لكنه في الوقت نفسه يزيد من القلق لدى آلاف العاملين في مجال السينما الذين يخشون من تراجع دورهم مع تسارع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

صناعة مهددة

ويحذر خبراء السينما من أن انتشار هذه التجارب قد يغير موازين القوى في هوليوود، فبينما يراها البعض فرصة لابتكار طرق جديدة لإنتاج الأفلام، يعتبرها آخرون تهديدًا مباشرًا للمبدعين التقليديين. 

وقد دفعت هذه التطورات نقابات السينما إلى تكثيف مفاوضاتها مع شركات الإنتاج للحصول على ضمانات قانونية تحمي الممثلين والكتاب وفناني الرسوم المتحركة من الإقصاء لصالح الأدوات التكنولوجية.