روبلوكس تطلق تحديثاً جذرياً لنظام تسجيل الدخول لضمان حماية أفضل للأطفال

أعلنت منصة الألعاب الشهيرة Roblox عن تغييرات جذرية في نظام تسجيل الدخول الخاص بها، وهي خطوة تهدف بشكل أساسي إلى حماية الأطفال من المحتوى الضار، والتحرش عبر الإنترنت.

ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من الانتقادات الحادة التي وجهتها المدعية العامة في ولاية لويزيانا، ليز موريل، والتي اتهمت الشركة بوضع النمو على حساب سلامة مستخدميها، وخاصة الفئة الأصغر سنًا، وتؤكد هذه الخطوة التزام روبلوكس بتعزيز بيئة اللعب الآمنة، وتوفير حماية أكبر لملايين اللاعبين الصغار.

آليات التحقق

كشف مات كوفمان، كبير مسؤولي السلامة في Roblox، عن خطة جديدة تلزم المستخدمين بالتحقق من أعمارهم بطرق متعددة، وهي آليات تهدف إلى توفير مقياس أكثر دقة للعمر بدلاً من الاكتفاء بالبيانات المكتوبة عند إنشاء الحساب.

وتشمل هذه الآليات: التعرف على الوجه عبر تحميل صورة شخصية يحللها الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر، وطلب إبراز هوية رسمية مثل بطاقة حكومية، بالإضافة إلى موافقة الوالدين بشكل موثق للأطفال دون السن القانوني، وهو ما يضمن عدم تجاوز أي طفل للضوابط الأمنية، والوصول إلى محتوى غير مناسب لعمره.

ضمانات الخصوصية

أثار هذا الإجراء مخاوف بعض المستخدمين، والمنظمات المعنية بالخصوصية، خاصة نظرًا لاعتماد المنصة على وثائق حساسة، إلا أن Roblox سارعت إلى توضيح موقفها، وأكدت أنها لا تخزن بيانات الهوية بشكل خام.

وأوضحت الشركة أنها تتعاون مع شركة Persona لإجراء عملية التحقق، على أن تُحذف جميع المعلومات خلال 30 يومًا من خوادمها.

وتعتبر هذه الضمانات مهمة لطمأنة المستخدمين، والتأكيد على أن البيانات الحساسة لن يتم الاحتفاظ بها، أو استخدامها بشكل غير لائق، مما يوازن بين الحاجة للأمان، والحفاظ على الخصوصية.

خطوة إيجابية

تعتبر هذه الخطوة "اتجاهًا صحيحًا" لحماية الأطفال على الإنترنت، على الرغم من أنها قد تفرض بعض الصعوبات على المستخدمين في البداية.

وكشفت Roblox أنها أطلقت أكثر من 100 مبادرة للسلامة منذ بداية عام 2025، من أبرزها أداة Roblox Sentinel المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي ساعدت في رصد نحو 1200 حالة استغلال للأطفال خلال النصف الأول من العام.

ويرى المراقبون أن هذه المبادرة قد تصبح نموذجًا يُحتذى به لبقية منصات الألعاب الكبيرة مثل Fortnite وMinecraft، لتعزيز بيئة آمنة لملايين اللاعبين الصغار حول العالم، وتأكيدًا على أن سلامة المستخدمين، وخاصة الأطفال، يجب أن تكون الأولوية القصوى في عالم الألعاب الرقمية.