ثورة في الرقابة الأبوية.. أبل تستخدم الذكاء الاصطناعي لحماية الأطفال في نظام iOS 19

لقد أعلنت شركة أبل مؤخرًا عن حزمة جديدة ومتطورة من ميزات الرقابة الأبوية ضمن نظام التشغيل iOS 19، مما يمثل قفزة نوعية في مجال حماية الأطفال على الإنترنت، وتهدف هذه الميزات إلى تزويد الآباء بأدوات أكثر ذكاءً وفاعلية للتحكم في كيفية استخدام أطفالهم لأجهزتهم الذكية.

وتعتمد هذه التقنيات الحديثة على الذكاء الاصطناعي المدمج داخل الجهاز (On-device AI)، وهو ما يضمن معالجة البيانات بشكل محلي، دون الحاجة إلى إرسالها إلى خوادم خارجية، مما يعزز من خصوصية الطفل، ويزيد من مستوى الأمان.

تحليل ذكي

لقد تجاوزت الميزات الجديدة مجرد حجب المواقع الإلكترونية بناءً على عناوينها، بل أصبحت قادرة على تحليل محتوى الصفحات والتطبيقات في الوقت الفعلي، فإذا رصد النظام لغة غير مناسبة، أو محتوى يحوي مواضيع حساسة، يقوم بحجبها فورًا، حتى لو لم تكن ضمن القائمة السوداء التي وضعها الوالدان.

وهذا النهج الديناميكي يضمن حماية شاملة للطفل من المحتوى غير المرغوب فيه، كما أن الشركة قد طورت ميزة "سلامة التواصل" لتشمل مراقبة الأنماط المرتبطة بالتنمر الإلكتروني، أو محاولات الاحتيال الرقمي، مما يوفر طبقة إضافية من الأمان للطفل، دون انتهاك خصوصيته، حيث يرسل النظام تنبيهاً للوالدين يفيد بوجود محادثة حساسة، مما يمنحهم الفرصة للتدخل، وتقديم الدعم، والتوجيه اللازم.

ولأول مرة، قامت أبل بتقديم وضعيات تركيز مخصصة للأطفال، يمكن تفعيلها عن بُعد من قبل الوالدين، ومن هذه الوضعيات وضع "وقت الدراسة" الذي يسمح للطفل فقط باستخدام التطبيقات التعليمية، وتطبيقات المراسلة الأساسية، بينما يمنع عنه الألعاب، ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويوجد أيضاً وضع "وقت النوم" الذي يغلق الجهاز بشكل كامل، ما عدا المكالمات الطارئة، أو التطبيقات المحددة مسبقًا، مما يساعد على تنظيم استخدام الطفل للجهاز، وتشجيعه على التركيز على الأنشطة الهامة في أوقاتها المحددة.

تحكم بسيط

لقد أعادت أبل تصميم لوحة Screen Time بالكامل، لتصبح أبسط، وأكثر وضوحًا، وتفاعلية، وتعرض اللوحة ملخصًا مفصلاً لنشاط الطفل، مع بيانات عن التطبيقات التي يستخدمها، ومدة استخدامه لكل تطبيق، كما ترسل تنبيهات فورية بشأن أي تطبيقات أو جهات اتصال جديدة، مما يمنح الوالدين سيطرة كاملة على المحتوى الذي يتعرض له الطفل.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم اللوحة إرشادات عملية لمساعدة الأهل على ضبط الإعدادات بما يتوافق مع عمر الطفل، واحتياجاته، مما يجعل عملية الرقابة الأبوية سهلة، وبسيطة، وغير معقدة.

وتأتي هذه التحديثات لتؤكد على التزام أبل بسلامة المستخدمين، خاصة الأطفال، في ظل تزايد المخاوف من تأثيرات البيئة الرقمية على صحتهم النفسية، وسلوكهم.

وبفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي المدمج، فإن هذه الميزات الجديدة لا توفر فقط حماية قوية، بل تحافظ أيضًا على خصوصية البيانات، وتجنب إرسالها إلى خوادم خارجية، مما يميزها عن الحلول الأخرى في السوق.

وتعتبر هذه الخطوة بمثابة نقطة تحول في عالم الرقابة الأبوية، حيث لم تعد مجرد أداة للحجب، بل أصبحت نظامًا متكاملاً للتوجيه، والحماية، والتوعية، يعتمد على أحدث التقنيات لضمان سلامة الأطفال في عالم رقمي سريع التطور.