آبل تبدأ الإطلاق العالمي لميزة اكتشاف ضغط الدم في ساعاتها الذكية

أعلنت شركة آبل استعدادها لإطلاق ميزة تنبيهات ارتفاع ضغط الدم في ساعاتها الذكية بعد حصولها رسميًا على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث أكدت أن الميزة سوف تتوفر خلال أيام مع تحديث نظام التشغيل watchOS 26، وأنها ستدعم عددًا من طرازات الساعات الجديدة والقديمة على حد سواء، وهو ما يمثل خطوة جديدة في مسار الشركة لتعزيز خدمات الصحة الرقمية.

آلية العمل

وتعمل الميزة الجديدة عبر مستشعر القلب البصري المدمج في ساعة آبل الذكية، إذ يقوم بتحليل استجابة الأوعية الدموية لنبضات القلب بشكل متواصل، وتعتمد الميزة على خوارزميات التعلم الآلي لمراجعة بيانات المستخدم على مدار ثلاثين يومًا متتابعًا، ثم ترسل إشعارًا في حال رصد مؤشرات متكررة قد تدل على ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يتيح للمستخدم اتخاذ خطوات مبكرة للمتابعة الطبية.

وكشفت الشركة أن هذه التقنية بُنيت على بيانات واسعة النطاق، حيث شملت الدراسات أكثر من مئة ألف مشارك، كما جرى اختبارها سريريًا على أكثر من ألفي شخص للتحقق من دقتها، وهو ما يمنحها مستوى ثقة أعلى عند إدماجها في الأجهزة الموجهة للمستهلكين، خاصة مع اعتمادها على الذكاء الاصطناعي لمعالجة أنماط البيانات الصحية طويلة الأمد.

انتشار عالمي

ووفق آبل، فإن ارتفاع ضغط الدم يمثل مشكلة صحية تؤثر على أكثر من 1.3 مليار بالغ حول العالم، وتتوقع أن تساعد الميزة الجديدة في تنبيه ما يزيد على مليون شخص يعانون من ضغط دم غير مشخص خلال العام الأول من الإطلاق، وسوف تُتاح الخدمة في أكثر من 150 دولة مع بداية توزيع الساعات الجديدة، كما ستدعمها ساعات Apple Watch Ultra 3 وSeries 11 إلى جانب توفيرها لساعات Ultra 2 وSeries 9 وما يليها من الأجهزة عند تثبيت تحديث watchOS 26.

كما أوضحت الشركة أن الميزة لا تناسب جميع الفئات، حيث لن تكون متاحة للأشخاص دون سن 22 عامًا، أو من لديهم تشخيص سابق بارتفاع ضغط الدم، أو النساء خلال فترة الحمل، مؤكدةً أنها وسيلة مساعدة لتوعية المستخدمين وليست بديلاً عن التشخيص الطبي المباشر أو الأجهزة الطبية المتخصصة.

تحذيرات طبية

ورغم الحماس الذي رافق الإعلان، فإن جهات طبية شددت على أن الطرق التقليدية لقياس ضغط الدم باستخدام الأجهزة المعتمدة تبقى الأدق والأكثر موثوقية، خاصة في الممارسات السريرية التي تحتاج إلى نتائج فورية ومؤكدة، وأشارت إلى أن ساعات آبل يمكنها تنبيه المستخدمين إلى مؤشرات أولية تستدعي الفحص الطبي لكنها لا تغني عن أجهزة قياس الضغط الطبية التي يعتمد عليها الأطباء في وضع الخطط العلاجية.

ويرى خبراء الصحة أن الجمع بين التقنية الحديثة وطرق التشخيص التقليدية يمثل توازنًا مطلوبًا، إذ تمنح التكنولوجيا الحديثة فرصًا أوسع لاكتشاف مبكر يساعد على الوقاية، بينما تظل الأجهزة الطبية المرجع الأساسي للتشخيص والعلاج، وهو ما يجعل إطلاق هذه الميزة خطوة مهمة في نشر الوعي لكنها لا تمثل حلاً كاملاً لمشكلة ارتفاع ضغط الدم.