الإثنين، 15 سبتمبر 2025

11:26 ص

tru

السياحة الفضائية بين ترف الأثرياء وتطلعات صناعة المستقبل العالمية

السياحة الفضائية

السياحة الفضائية

A A

أعادت شركات الفضاء التجارية إحياء الجدل العالمي حول مفهوم السياحة الفضائية، بعد أن نظمت شركة بلو أوريجن في إبريل 2025 رحلة مأهولة اقتصرت على طاقم نسائي كامل، وشاركت فيها المغنية العالمية كاتي بيري والإعلامية الأمريكية جايل كينج.

واستمرت الرحلة أقل من عشر دقائق، لكنها منحت المشاركات فرصة استثنائية لاختبار انعدام الوزن ورؤية كوكب الأرض من حافة الفضاء، وهو ما أكد أن هذا النوع من التجارب لم يعد مقتصرًا على رواد الفضاء المحترفين، بل أصبح متاحًا لمشاهير العالم وأثريائه رغم كلفته الباهظة.

صناعة ناشئة

هذا التطور ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن خاض ريتشارد برانسون مؤسس فيرجن جلاكتيك تجربة مشابهة على متن مركبته الخاصة، وذلك بعد أشهر من نجاح جيف بيزوس مؤسس أمازون ومالك بلو أوريجن في الوصول إلى الفضاء.

هذه الخطوات المتتالية وضعت السياحة الفضائية في دائرة الضوء كصناعة ناشئة تحمل وعودًا اقتصادية وتكنولوجية كبيرة، لكنها في الوقت نفسه تثير انقسامًا في الرأي العام بين من يعتبرها خطوة نحو مستقبل السفر الفضائي للجميع، ومن يراها مجرد وسيلة استعراضية تقتصر على فئة الأثرياء.

رحلات متنوعة

الرحلات السياحية الفضائية تنقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول رحلات دون مدارية تنفذها فيرجن جلاكتيك وبلو أوريجن، حيث يحلق الركاب إلى ارتفاع يتجاوز 100 كيلومتر ثم يعودون خلال أقل من ساعة مع بضع دقائق من انعدام الوزن.

أما النوع الثاني فهو الرحلات المدارية التي تقودها شركة سبيس إكس، والتي تستمر أيامًا كاملة وتتيح للسياح تجربة الحياة في الفضاء بشكل حقيقي، وقد تصل هذه الرحلات إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما يجعلها أكثر تكلفة وأكثر تعقيدًا من الناحية التقنية.

آفاق جديدة

السياحة الفضائية الحديثة شهدت محطات بارزة، مثل رحلة نيو شيبارد التي حملت جيف بيزوس عام 2021، ورحلة يونيتي التي قادها برانسون، فضلًا عن رحلات مدارية نفذتها سبيس إكس لمجموعة من السياح.

ومع دخول شركات صينية مدعومة حكوميًا إلى هذا المجال وتخطيطها لإطلاق رحلات تجارية بحلول عام 2027، تتسع المنافسة الدولية بما ينذر بتحول السياحة الفضائية إلى قطاع اقتصادي له أبعاد استراتيجية.

رغم ذلك، لا تزال التجربة بعيدة عن متناول الغالبية العظمى من الناس، فتكلفة التذكرة الواحدة تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات، وهو ما يحصر هذه الرحلات في يد المليارديرات والمشاهير، لكن خبراء الفضاء يرون أن استمرار تطوير الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام سيخفض التكاليف تدريجيًا كما حدث مع الطيران الجوي في بدايات القرن العشرين، وهو ما قد يفتح المجال في المستقبل لتوسيع نطاق هذه الرحلات لتشمل فئات أوسع من المجتمع.

search

أكثر الكلمات انتشاراً