علماء يطورون شريحة 6G فائقة السرعة تتخطى سرعة 5G بأكثر من 10000 مرة

طور فريق من العلماء في الصين والولايات المتحدة شريحة صغيرة تعتمد تقنية 6G، يمكنها أن تحدث نقلة نوعية في عالم الاتصالات، بفضل قدرتها على تحقيق سرعات بيانات غير مسبوقة، وخاصة في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف الشبكات، وهو ما يفتح الباب أمام مستقبل جديد للاتصالات اللاسلكية، حيث تتجاوز السرعات التوقعات الحالية بأضعاف مضاعفة.

تُعد هذه الشريحة الجديدة أسرع بمئات المرات من سرعات التنزيل الحالية في الهواتف الذكية، وهي تمثل خطوة كبيرة نحو مستقبل الاتصالات اللاسلكية فائقة السرعة، مما يمهد الطريق لتقنيات جديدة تعتمد على سرعات هائلة لنقل البيانات.

نقلة نوعية

تُعد شبكة الجيل الخامس 5G حاليًا المعيار الذهبي للاتصالات اللاسلكية، وتعمل عادة على ترددات أقل من 6 غيغاهرتز، مع اختلاف هذا النطاق بين الدول، وسجلت أعلى سرعات 5G في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من عام 2025 معدل تنزيل يبلغ نحو 299 ميغابت في الثانية، وهو رقم قياسي، لكنه لا يقارن بالسرعات المتوقعة لشبكة 6G.

في المقابل، يُتوقع أن تستخدم شبكات 6G عند طرحها رسميًا عام 2030 نطاقات ترددية متعددة، مع إمكانية الوصول إلى سرعات تفوق 5G بحوالي 10000 مرة، ورغم أن الأجهزة الحالية لا تمتلك المكونات اللازمة للوصول إلى هذه النطاقات المتعددة، إلا أن هذه الشريحة الجديدة تُعتبر الحل الأمثل لهذه المشكلة، وستكون بمثابة الأساس الذي ستبنى عليه الأجيال القادمة من الهواتف الذكية.

قدرات مذهلة

تمكن الباحثون من دمج الطيف اللاسلكي الكامل، الذي يغطي تسعة نطاقات ترددية من 0.5 إلى 110 غيغاهرتز، في شريحة صغيرة بحجم 1.7 × 11 ملم، وهو ما يُعتبر إنجازًا تقنيًا هائلاً، ولقد تمكنت الشريحة من تحقيق معدل نقل بيانات يزيد عن 100 غيغابت في الثانية، بما في ذلك على النطاقات المنخفضة المستخدمة في المناطق الريفية، مع الحفاظ على استقرار الإشارة عبر الطيف الكامل.

تشير تقديرات وسائل الإعلام الصينية إلى أن ألف هاتف ذكي مزود بهذه الشريحة يمكنه بث فيديو بدقة 8K في الوقت نفسه دون تراجع في الأداء، مما يُظهر القوة الهائلة لهذه الشريحة، ويفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في مجالات متعددة، مثل الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي.

مرونة تكيفية

أكد الباحثون أن الشريحة قادرة على إدارة الطيف الترددي بشكل تكيفي، مما يتيح للإشارات التبديل بين الترددات المختلفة دون التأثير على جودة الاتصال، وهو ما يقلل من التداخل في الأماكن المزدحمة أو خلال الفعاليات الكبيرة، ويضمن استقرارًا في الاتصال.

كما يمكن إعادة تكوين الشريحة ديناميكيًا لتلبية متطلبات التطبيقات المختلفة، من الذكاء الاصطناعي عالي السرعة إلى الاستشعار عن بعد، مما يجعلها أداة مرنة ومتعددة الاستخدامات، وتُعزز من دورها في تحقيق ثورة الاتصالات القادمة.