الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

09:55 ص

tru

اتفاق مبدئي جديد يعيد رسم ملامح شراكة مايكروسوفت وأوبن إيه آي

مايكروسوفت وأوبن إيه آي

مايكروسوفت وأوبن إيه آي

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت شركتا مايكروسوفت وأوبن إيه آي عن توقيع اتفاق مبدئي غير مُلزِم، يهدف إلى وضع شروط جديدة تنظم العلاقة بينهما، في خطوة تمثل بداية مرحلة جديدة من الشراكة التي تُعد من أبرز التحالفات في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، حيث يسعى الطرفان إلى إعادة صياغة أسس التعاون بما يضمن التوازن بين الطموحات التكنولوجية والاعتبارات الاستثمارية.

شروط جديدة

الاتفاق الجديد يمنح أوبن إيه آي مساحة أوسع للمضي قدمًا في إعادة هيكلتها، لتتحول من نموذج هجين يجمع بين الربحية والاعتبارات غير الربحية، إلى كيان أكثر تقليدية يهدف إلى الطرح العام مستقبلاً، ولم يكشف الطرفان بعد عن التفاصيل الكاملة للترتيبات التجارية، لكنهما أكدا أنهما يعملان على صياغة اتفاق نهائي يحدد بدقة مجالات التعاون، ومستوى الحصرية، وآليات الاستثمار.

كانت مايكروسوفت قد ضخت استثمارات ضخمة في أوبن إيه آي، بدأت بمليار دولار عام 2019، ثم 10 مليارات إضافية في مطلع 2023، وبموجب الاتفاق السابق حصلت على حقوق حصرية لتسويق أدوات أوبن إيه آي عبر منصتها السحابية "آزور"، إلى جانب أولوية الوصول إلى تقنياتها، إلا أن هذا النفوذ بدأ يتقلص مع توسع أوبن إيه آي في بناء مراكز بيانات مستقلة وتنفيذ مشروع "ستارجيت" الضخم.

طموحات استثمارية

تسعى أوبن إيه آي اليوم إلى جمع تمويل ضخم تحت هيكل حوكمة تقليدي يتيح شراكات أكثر تنوعًا مع مزودي الخدمات السحابية، كما وضعت خططًا للطرح العام بهدف تأمين موارد مالية طويلة الأجل، ومع تحقيق الشركة الناشئة إيرادات بمليارات الدولارات، يبدو أن الوقت قد حان لترسيخ مكانتها ضمن كبرى شركات التقنية العالمية.

أوضح مجلس أوبن إيه آي غير الربحي أن الذراع الخيري سيظل جزءًا أصيلًا من هيكل الشركة، حيث سيحصل على أكثر من 100 مليار دولار، أي ما يعادل 20% من التقييم المستهدف البالغ 500 مليار دولار، وهو ما سيجعل المؤسسة واحدة من أغنى الكيانات غير الربحية عالميًا، مع قدرة على تمويل أبحاث ومبادرات اجتماعية واسعة النطاق.

عقبات وتحديات

رغم الطموحات الكبيرة، تواجه أوبن إيه آي عقبات تنظيمية مهمة، إذ تحتاج إعادة الهيكلة إلى موافقة المدعين العامين في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير، وتسعى الشركة إلى إتمام هذه الإجراءات قبل نهاية 2025، لتفادي خسارة مليارات الدولارات من الاستثمارات المرتبطة بالجداول الزمنية، في حين أن أي تأخير قد يضعف ثقة المستثمرين.

وعلى الرغم من الشراكة الوثيقة بين الطرفين، فإن التنافس يظل قائمًا، فشركة مايكروسوفت تواصل تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها لتقليل الاعتماد على تقنيات أوبن إيه آي، بينما تعمل الأخيرة على تعزيز استقلالها من خلال شراكات مع جوجل وأوراكل، ما يعكس طبيعة المشهد التكنولوجي حيث تتداخل الشراكات مع المنافسة المباشرة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً