استراتيجية جديدة لسبوتيفاي.. مميزات "Premium" تقترب من الاشتراك المجاني

أعلنت شركة Spotify رسميًا عن إطلاق تحديثات جديدة على اشتراكها المجاني، مما يجعله أقرب في مميزاته إلى الاشتراك المدفوع (Premium)، هذا التطور يمثل نقطة تحول كبيرة في نموذج عمل الشركة، التي طالما اعتمدت على إجبار المستخدمين المجانيين على الاستماع العشوائي للأغاني (shuffle) دون القدرة على اختيار الأغنية المراد تشغيلها.

وبفضل هذا التحديث، سيتمكن ملايين المستخدمين حول العالم من الاستمتاع بمرونة غير مسبوقة في الاستماع، وهو ما يطرح تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية للشركة من وراء هذه الخطوة، وما إذا كانت ستؤثر على اشتراكاتها المدفوعة.

مزايا جديدة

يُعد أبرز تغيير في الاشتراك المجاني هو إتاحة ميزة "وقت التشغيل عند الطلب" يوميًا، والتي تسمح للمستخدم بالضغط على أغنيته المفضلة وتشغيلها بشكل فوري، وهو ما كان حكراً على المشتركين المدفوعين.

ومع ذلك، فقد وضعت الشركة بعض القيود لضمان الحفاظ على الفارق بين الاشتراكين، حيث تفرض بعض القيود بعد استهلاك وقت التشغيل عند الطلب، مثل تحديد عدد التخطيّات المسموح بها، وبذلك تمنح Spotify المستخدمين المزيد من الحرية، ولكنها في الوقت نفسه تحافظ على ميزة الاشتراك المدفوع.

ولم تقتصر التحديثات على التشغيل عند الطلب فقط، بل شملت أيضًا إضافة ميزات أخرى كانت حصرية في السابق على اشتراكات Premium، ومن هذه المزايا: إمكانية تصميم غلاف قائمة التشغيل باستخدام صور وألوان تعبيرية، وظهور كلمات الأغاني أثناء التشغيل، مع إمكانية مشاركة مقطع منها بسهولة، بالإضافة إلى ميزة "daylist" التي تُنشئ قائمة تشغيل موسيقية تتجدد تلقائيًا حسب مزاج المستخدم في أوقات مختلفة من اليوم.

الأرقام تتحدث

تُظهر الأرقام أن حوالي 60% من مستخدمي Spotify النشطين شهريًا يعتمدون على الخطة المجانية، أي ما يقرب من 696 مليون شخص، هذا العدد الهائل من المستخدمين يمثل فرصة ثمينة للشركة لزيادة إيراداتها من الإعلانات، فكل دقيقة إضافية يقضيها هؤلاء المستخدمون على التطبيق تعني المزيد من الإعلانات وبالتالي عائدًا أكبر للشركة.

وبهذا، تحاول Spotify تحقيق التوازن بين جذب المزيد من المستخدمين إلى الخطة المجانية، وتشجيع البعض على الترقية إلى Premium للاستمتاع بجودة أعلى وتجربة خالية من الإعلانات.

إن تحديثات الاشتراك المجاني لا تعني فقط سماع الأغاني بحرية أكبر، بل تغير نظرة المستخدمين للخدمة ككل، حيث تقترب Spotify اليوم أكثر من فئة الشباب الذين يبحثون عن البساطة والسرعة في الاستماع، وتضعهم في قلب التجربة، مما يجعلها منصة أكثر جاذبية من أي وقت مضى، ويعكس هذا التحول استراتيجية الشركة في توسيع قاعدة مستخدميها، وزيادة الإيرادات الإعلانية، مع الحفاظ على جاذبية الاشتراكات المدفوعة.

المستقبل القادم

بإطلاق هذه التحديثات، تؤكد Spotify على أنها لا تسعى فقط إلى المنافسة، بل إلى قيادة السوق، فمن خلال تقديم مميزات كانت تعتبر حصرية على الاشتراكات المدفوعة، تتحدى الشركة النماذج التقليدية لخدمات البث الموسيقي، وترسل رسالة واضحة للمنافسين بأنها مستعدة لتغيير قواعد اللعبة، وتُظهر هذه الخطوة أن الشركة تدرك أن المستقبل يكمن في إعطاء المستخدمين المجانيين قيمة أكبر، مع تشجيعهم على الترقية في المستقبل.