نيورالينك توسع تجارب الشرائح الدماغية لتشمل 12 مريضًا عالميًا في خطوة جديدة

أعلنت شركة نيورالينك المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك عن توسع ملحوظ في تجاربها البشرية الخاصة بالشرائح الدماغية، لتشمل 12 مريضًا في دول مختلفة حول العالم، بعد أن كان عدد المستفيدين من هذه التقنية لا يتجاوز سبعة أشخاص فقط في منتصف العام الجاري، حيث أتاح هذا التطور للمرضى، ومعظمهم من المصابين بحالات شلل حاد، القدرة على التحكم في الأجهزة الرقمية والأدوات المادية عبر التفكير المباشر، ما يمثل نقلة نوعية في مجال واجهات الدماغ والآلة.

استقرار تقني

ووفق ما نشرته الشركة عبر منصة "إكس"، فإن الشرائح المزروعة لدى المرضى أثبتت كفاءة عالية، إذ تجاوزت فترة تشغيلها أكثر من 15 ألف ساعة عملية، واستمرت بالعمل لما يقارب 2000 يوم دون تسجيل مشاكل جوهرية، وهو ما يعكس درجة عالية من الاستقرار التقني الذي وصلت إليه الشركة بعد سنوات طويلة من التجارب المخبرية، ويعزز من الثقة في قدرة هذه التقنية على الانتقال إلى مراحل أوسع من الاستخدام البشري.

دراسات سريرية

ويأتي هذا التوسع بالتزامن مع خطط نيورالينك لإطلاق دراسة سريرية في بريطانيا بالتعاون مع مستشفيات مرموقة مثل “كلية لندن الجامعية” و“نيوكاسل”، وذلك لاختبار فعالية التقنية في بيئات طبية متباينة، كما تمكنت الشركة في يونيو الماضي من جمع 650 مليون دولار في جولة استثمارية جديدة، ما يعزز من إمكانياتها المالية لتسريع تطوير الأبحاث وتوسيع نطاق التجارب في الأسواق العالمية.

بداية العمليات

تاريخيًا، لم تكن رحلة نيورالينك سهلة، إذ واجهت الشركة عقبات تنظيمية كبيرة في الولايات المتحدة عام 2022، حين رفضت إدارة الغذاء والدواء الأميركية منحها ترخيصًا لبدء التجارب السريرية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، إلا أنها نجحت لاحقًا في تلافي تلك المخاوف، لتبدأ أولى عمليات الزرع البشري في عام 2024، واليوم تنقل خبراتها إلى مستوى جديد من التوسع الدولي بما يعزز من مكانتها كلاعب رئيسي في مجال التكنولوجيا الطبية.

ويرى خبراء أن ما تقوم به نيورالينك قد يمثل نقطة تحول جذرية في العلاقة بين الإنسان والآلة، إذ يمكن لهذه الشرائح الدماغية أن تحدث ثورة في مجال إعادة التأهيل العصبي، ومساعدة أصحاب الإعاقات الحركية على استعادة جزء من استقلاليتهم، غير أن هذه الطموحات الكبيرة ما زالت تواجه تساؤلات تتعلق بالمخاطر المحتملة والجدل الأخلاقي حول حدود التدخل التكنولوجي في جسم الإنسان، وهو ما سيظل حاضرًا بقوة مع استمرار التوسع في التجارب خلال السنوات المقبلة.