شركات الهواتف منخفضة التكلفة تساهم في توسيع التحول الرقمي في مصر

باتت الهواتف منخفضة التكلفة تمثل بوابة رئيسية أمام شريحة واسعة من المصريين للانضمام إلى مسار التحول الرقمي، إذ أظهرت تقارير جهاز تنظيم الاتصالات أن نسبة انتشار الهواتف الذكية في مصر تجاوزت 65% خلال عام 2024، مع اعتماد ملايين المستخدمين على أجهزة لا يتجاوز سعرها 4000 جنيه، حيث لم تعد هذه الأجهزة مجرد وسيلة للتواصل، بل تحولت إلى أدوات متعددة الاستخدامات تشمل التعليم الإلكتروني، والخدمات الصحية الرقمية، والمعاملات المصرفية، إلى جانب التسوق عبر المنصات الإلكترونية.

سامسونج العالمية

تتصدر شركة سامسونج المشهد في سوق الهواتف منخفضة ومتوسطة التكلفة، حيث تطرح هواتفها من سلسلة "A Series" بأسعار تبدأ من 3000 جنيه داخل السوق المصرية، وتعتمد على ضخ استثمارات تتجاوز 20 مليار دولار سنويًا عالميًا في مجالات البحث والتطوير، ما يعكس حرصها على تقديم تقنيات محدثة تتوافق مع احتياجات المستهلكين.

كما يساهم هذا التوسع في تعزيز استخدام الهواتف في مجالات التعليم الرقمي والدفع عبر المحافظ الإلكترونية والتسوق الإلكتروني، وهو ما ساعدها في الحفاظ على قاعدة عملاء واسعة داخل مصر.

شاومي الصاعدة

تُعد شركة شاومي من أبرز اللاعبين في سوق الهواتف الاقتصادية، إذ طورت سلسلة Redmi التي حققت انتشارًا واسعًا في مصر، بأسعار تبدأ من 2500 جنيه فقط، وتستثمر الشركة أكثر من 10 مليارات دولار في الأبحاث والتطوير، مركزة على تقديم ميزات متقدمة مثل الشحن السريع والكاميرات عالية الجودة ضمن هواتف منخفضة التكلفة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لطلاب الجامعات والشباب، كما عززت هواتفها من فرص الشمول المالي عبر التطبيقات البنكية، وساهمت في دعم التعليم عن بُعد وزيادة حجم التسوق الإلكتروني داخل البلاد.

إنفينيكس الشعبية

تحظى شركة إنفينيكس بمكانة بارزة في أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، حيث ركزت على إنتاج هواتف بأسعار اقتصادية لا تتجاوز 3000 جنيه، مثل سلسلة Infinix Hot التي لاقت رواجًا في السوق المصرية، وتعد الشركة جزءًا من مجموعة "ترانشن القابضة" التي استثمرت أكثر من مليار دولار لتوسيع انتشارها داخل القارة الإفريقية.

ومع فريق عمل يضم نحو 10 آلاف موظف، أصبحت الشركة من أبرز الداعمين للتعليم الرقمي وتوسيع نطاق الدفع عبر الهواتف المحمولة، ما جعلها أقرب إلى تلبية متطلبات الفئات الأكثر احتياجًا.

ريلمي الشبابية

برزت شركة ريلمي كلاعب رئيسي في السوق المصرية، مستهدفة الفئة الشبابية عبر تقديم هواتف قوية في الاتصال والألعاب ضمن أسعار تبدأ من 2800 جنيه، مثل سلسلة Realme C التي لاقت إقبالًا واسعًا، واستطاعت الشركة بيع أكثر من 45 مليون هاتف عالميًا خلال عام 2024، مع تعزيز استثماراتها في مصر.

وساهمت هذه الهواتف في دعم التعلم الإلكتروني عبر التطبيقات التعليمية، فضلًا عن توفير قنوات سهلة للوصول إلى الخدمات البنكية الرقمية، ما ساعد على زيادة معدل الاعتماد على التجارة الإلكترونية.

سيكو المصرية

تُعد شركة سيكو أول تجربة مصرية لتصنيع وتجميع الهواتف الذكية محليًا، حيث استثمرت أكثر من 400 مليون جنيه في مصنعها بمدينة أسيوط، ووفرت أكثر من 1500 فرصة عمل للمصريين.

وطرحت الشركة هواتف Nile X وSico Plus بأسعار تنافسية تناسب محدودي الدخل، في خطوة تتماشى مع إستراتيجية الدولة لتقليل الاعتماد على الواردات ودعم التحول الرقمي، كما وفرت الشركة بدائل محلية للطلاب والموظفين، وهو ما يعزز مكانتها كجزء من الحلول الوطنية في مجال التكنولوجيا.

ومع هذا التنوع الكبير بين الشركات المحلية والعالمية، أصبح سوق الهواتف منخفضة التكلفة في مصر يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الشمول الرقمي، وداعمًا رئيسيًا لجهود الدولة في تعزيز الاقتصاد الرقمي ورفع معدلات الاعتماد على الخدمات الذكية، وهو ما يجعل هذه الأجهزة الصغيرة عاملًا مؤثرًا في تمكين المواطنين من مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.