تسلا تواجه انتقادات حادة بعد دمج الذكاء الاصطناعي Grok في سياراتها الجديدة

منذ إعلان شركة تسلا عن دمج روبوت المحادثة الذكي Grok، المطور من قبل شركة xAI التابعة لإيلون ماسك، داخل سياراتها الحديثة ابتداءً من 12 يوليو الماضي، تصاعدت ردود الفعل حول هذه الخطوة التي اعتبرها البعض نقلة نوعية في تجربة القيادة، بينما وصفها آخرون بأنها تهديد مباشر لخصوصية المستخدمين. 

ويستند هذا الدمج إلى قاعدة مبيعات تسلا لعام 2023 التي بلغت 1.8 مليون مركبة، ما يجعل من Grok حاضرًا في حياة شريحة واسعة من العملاء حول العالم.

وظائف محدودة

يتيح النظام الجديد للسائقين إجراء مهام مثل الرد على البريد الإلكتروني أو تلخيص الكتب مباشرة من شاشة السيارة، وهو ما يعزز من قيمة المركبة باعتبارها منصة عمل متكاملة أثناء التنقل، إلا أن Grok لا يملك صلاحيات للتحكم بالوظائف الحيوية للسيارة مثل المكيف أو النوافذ. 

ويرى محللون أن هذه القيود تهدف في المرحلة الحالية إلى تقليل المخاطر الأمنية المحتملة، مع فتح الباب مستقبلًا أمام استخدامات أوسع قد تشمل تحسين التفاعل بين السائق والأنظمة المساعدة للقيادة.

مخاوف خصوصية

ورغم تطمينات تسلا بأن جميع المحادثات التي يجريها المستخدم مع Grok تتم معالجتها بشكل آمن وبصورة مجهولة الهوية، فإن الشكوك لم تهدأ حول طبيعة البيانات التي تجمعها شركة xAI. 

وتشير السياسة الحالية إلى أن الشركة قادرة على جمع معلومات شخصية ومحتوى المحادثات، بل ومشاركتها مع أطراف ثالثة دون توضيح كافٍ عن هوية هذه الأطراف أو آلية ضبط استخدام هذه البيانات، وهو ما أثار موجة من الانتقادات من خبراء الخصوصية والحقوق الرقمية.

استخدام البيانات

يؤكد مختصون أن السيارات الحديثة أصبحت أجهزة متكاملة لجمع البيانات، فهي تلتقط صورًا وفيديوهات عبر الكاميرات المدمجة، وتسجل بيانات الموقع الجغرافي وحركة المركبة، فضلًا عن تفاعلات السائق وسجلات الاستخدام. 

وتسلا تستخدم هذه البيانات لتطوير أنظمة القيادة الذاتية، كما تتيح للمستخدم تنزيل بعض من بياناته، لكن حتى الآن لم يتم تحديث سياسة الخصوصية لتوضيح كيفية إدارة المعلومات التي يجمعها Grok بعد دمجه في أنظمة الشركة.

المحلل التقني ألبرت كاهن، المدير التنفيذي لمشروع الرقابة على تكنولوجيا المراقبة، حذر من أن مصطلح "البيانات المجهولة" لا يعني بالضرورة أنها محمية، إذ يمكن إعادة ربط هذه البيانات بالمستخدم من خلال تقنيات تحليلية متقدمة، خاصة إذا ما تم مشاركتها مع جهات حكومية مثل الشرطة أو سلطات الهجرة. 

ويعتقد أن هذا التطور قد يشكل تهديدًا جديًا على حقوق الأفراد في التحكم بمعلوماتهم الشخصية.

ومع استمرار الجدل بين مؤيدي الفكرة باعتبارها تقدمًا طبيعيًا في صناعة السيارات، ومعارضيها الذين يرونها بابًا مفتوحًا أمام انتهاكات الخصوصية، يبقى السؤال الأهم مرتبطًا بالتوازن بين الراحة والابتكار من جهة، وحماية حقوق المستهلك من جهة أخرى. 

ويبدو أن مستقبل هذه التقنية سيتوقف على قدرة تسلا وxAI في طمأنة المستخدمين عبر سياسات أكثر وضوحًا وشفافية حول بياناتهم.