الذكاء الاصطناعي بين إنقاذ الأرواح وفتح أبواب المخاطر الأخلاقية والتقنية

منذ ظهور ChatGPT، يعيش سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، حالة من القلق المستمر، حيث يواجه ضغوطًا يومية تتعلق بمخاطر الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية والاستخدامات العسكرية، ويثير هذا التحدي تساؤلات حول الحدود الأخلاقية للتقنيات الحديثة وقدرتها على التأثير المباشر في حياة البشر.

خصوصية المستخدم

تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 15 ألف شخص ينتحرون أسبوعيًا حول العالم، وإذا افترضنا أن 10% منهم استخدموا ChatGPT في لحظاتهم الأخيرة، فهذا يعني نحو 1,500 شخص ربما وجدوا في النظام أداة للتعبير عن أفكارهم الأخيرة، رغم برمجة النظام على رفض تقديم إرشادات مباشرة لإنهاء الحياة، لكن قيود الخصوصية تمنعه من إخطار السلطات، ما يفتح نقاشًا أخلاقيًا حول دور الذكاء الاصطناعي في حماية الأرواح.

في إحدى الحالات، اتهم والد مراهق يُدعى آدم رين، ChatGPT بأنه ساعد ابنه على صياغة رسالة وداع قبل انتحاره، دون تدخل النظام لمنع الحادث، ما يبرز الجانب المظلم للتقنية ويثير تساؤلات حول مسؤولية شركات تطوير الذكاء الاصطناعي في منع إساءة الاستخدام.

استخدام عسكري

لم تتوقف المخاوف عند الجانب النفسي، إذ دخل الذكاء الاصطناعي في ميادين حساسة مثل الدفاع والأمن، بعد توقيع OpenAI عقدًا بقيمة 200 مليون دولار مع وزارة الدفاع الأمريكية لتطوير أنظمة ذكية مرتبطة بالعمليات العسكرية، ويعترف ألتمان بأن هذه التطورات قد تجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا من قرارات حياة أو موت في ساحة القتال، ما يضاعف المخاطر الأخلاقية والتشغيلية.

توازن صعب

التحدي الأساسي يكمن في كيفية استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي للاستفادة الإنسانية دون الانزلاق إلى مناطق مظلمة، فالتكنولوجيا تحمل إمكانات هائلة لإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة، لكنها في الوقت نفسه تفتح أبوابًا لمخاطر نفسية وأخلاقية خطيرة، ما يفرض ضرورة وضع معايير واضحة تحكم استخداماتها، وتوازن بين الابتكار وحماية الأفراد والمجتمع.